إنه حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، إن بداية أمره أثناء قيام إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام ببناء البيت العتيق كانا يتقاولان ما أخبر به الله تعالى في قوله {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ}، إذ الضمير في قوله «فيهم» عائد على ذرية إسماعيل وإبراهيم عليهما السلام، فكان هذا مبدأ أمر رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم إذا سُئل عنه قال (أنا دعوة أبي إبراهيم وبشارة أخي عيسى عليهما السلام).
لقد أنعم الله علينا بنبي الرحمة فماذا نتذكر عنه هل أخلاقه المحمدية من كرم من لا يخاف الفاقة، سأله رجل فأعطى غنماً بين جبلين وحملت إليه تسعون ألف درهم فوضعت على الحصير ثم قام إليها يقسمها فما رد سائل حتى فرغه منها.
ومن حلمه حيث لم يثبت أنه ضرب امرأة ولا خادم ولا انتصر لنفسه من مظلمة ظلمها قط. ومن عفوه تصدى له غوث بن الحارث ليفتك به ورسول الله مطرح تحت شجرة وحده وذلك في غزاة، فلم ينتبه الرسول إلا وغوث قائم على رأسه والسيف مصلتاً في يده، وقال: من يمنعك مني؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (الله) فسقط السيف من يد غوث، فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (من يمنعك؟) قال: غوث: كن خير آخذ فتركه وعفا عنه. فعاد إلى قومه فقال جئتكم من عند خير الناس، فهكذا كان العفو المحمدي.
إن الحياء خلق فاضل ومن حياء الرسول إذا بلغه عن أحد ما يكره لم يقل ما بال فلان يقول كذا؟ ولكن يقول: (ما بال أقوام يصنعون أو يقولون كذا) ولا يذكر فاعله. هل لرسول الله صلى الله عليه وسلم حق علينا؟ (نعم) (الإيمان به، محبته، طاعته، متابعته، الاقتداء به، توقيره، وتعظيم شأنه، وجوب النصح له، محبة آل بيته، محبة أصحابه، الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم).