ذكر الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط ميشائيل لودرز أن الولايات المتحدة تُعدُّ على الأرجح لشن هجمات عسكرية في العراق، تستهدف مواقع تنظيم (داعش).
وقال لودرز أمس الثلاثاء في تصريحات إلى محطة «إن-تي في» الألمانية التليفزيونية إن إرسال وحدة أمريكية خاصة إلى العراق ليس الغرض منه حماية المواطنين الأمريكيين فقط، موضحاً أن القيادة الأمريكية لا ترغب في إثارة انطباع بأنها تريد التدخل مجدداً في العراق بقوات برية.
وذكر لودرز أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لا يمكنه الترويج لهذا الأمر داخلياً، وقال: «لكن من الواضح بشدة أن الولايات المتحدة تعتزم القيام بشيء ما.
إنها لا تريد رؤية العراق وهو ينهار والمتطرفون يستولون على أجزاء واسعة منه».
وقال لودرز إن إيران تلعب «دوراً محورياً جداً» في هذا النزاع، مضيفاً بأن طهران بجانب الولايات المتحدة من أقرب الحلفاء لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وهو ما اعتبره أمراً متناقضاً.
وأضاف: «المثير للدهشة في هذه الأزمة أن يتقارب الأعداء السابقون فجأة.
وليس أمامنا سوى الانتظار لمعرفة إلى ما سيؤول إليه الأمر برمته بالنظر إلى الولايات المتحدة وإيران، لكن الحدث المثير هو وجود تعاون ومحادثات في هذه القضية».
وأضاف لودرز بأن هناك تعاوناً مكثفاً أيضاً بين تركيا والأكراد في شمال العراق حالياً، وقال: «أيضاً هذا أمر مثير للدهشة بالنظر إلى تعرض الأكراد للقمع في تركيا منذ عقود».
من جهة ثانية، قال مسؤول أمريكي رفيع إن الرئيس باراك أوباما اجتمع مع طاقم مستشاري الأمن القومي فجر أمس الثلاثاء، إلا أنه لم يتخذ قراراً بعد بشأن ضربة عسكرية للتصدي لمليشيات «داعش» في العراق.
ونقلت شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأمريكية عن البيت الأبيض أن أوباما سيواصل مشاوراته مع فريقه الأمني خلال الأيام القادمة.
وذكرت مصادر مسؤولة عدة للشبكة أن من بين الخيارات المطروحة طلعات جوية تجسسية بطائرات بدون طيار، والتركيز على جمع معلومات استخباراتية، بجانب توجيه ضربة جوية.
وتزامن الاجتماع مع إرسال الجيش الأمريكي نحو 257 من العناصر القتالية إلى العراق لتأمين البعثة الدبلوماسية في العراق، كما تزامن مع لقاء أمريكي إيراني مقتضب تشاور فيه الجانبان بشأن الوضع في العراق، بعدما سيطرت مليشيات تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» على عدد من المدن والبلدات.