شنت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس الثلاثاء حملة اعتقالات ومداهمات واقتحامات واسعة في مناطق متفرقة بأنحاء الضفة الغربية المحتلة كافة.
وحسب المصادر الفلسطينية، فقد اعتقل جيش الاحتلال خلال ليل الاثنين وفجر أمس الثلاثاء 41 فلسطينياً خلال حملة مداهمات وتفتيش، تركزت في مدينة نابلس التي اقتحمها جيش الاحتلال بأكثر من 1000 جندي إسرائيلي؛ ليرفع عدد المعتقلين الفلسطينيين خلال الأيام الثلاثة الماضية التي أعقبت اختفاء ثلاثة مستوطنين لأكثر من 210، غالبيتهم من قادة ونشطاء وأنصار حركة حماس. ووفقاً لمصادر الجزيرة في الضفة الغربية، فقد اقتحم جنود الاحتلال مدينة البيرة، واعتقلوا مدير مكتب فضائية الأقصى عزيز كايد، كما داهم 300 جندي بلدة سلواد شرقاً، وعين يبرود وقراوة بني زيد غربا. كما اعتقلت قوات الاحتلال فجر أمس الثلاثاء 7 فلسطينيين خلال اقتحامها لمخيم بلاطة شرق مدينة نابلس وسط تفتيش دقيق في منازل المواطنين، خلف دماراً واسعاً فيها.
وأفادت مصادر محلية وشهود عيان بأن قوات الاحتلال داهمت مخيم بلاطة بأكثر من 25 آلية عسكرية، وشنت حملة تفتيش ومداهمة لعشرات المنازل في المخيم. وبيَّنت مصادر الجزيرة أن دماراً وتخريباً واسعاً وقع في ممتلكات المواطنين الفلسطينيين، خلفته هذه الاقتحامات.
وأشار شهود عيان إلى أنهم أحصوا أكثر من 25 جيباً عسكرياً إسرائيلياً اقتحموا مخيم جنين؛ ما أدى لاندلاع مواجهات في وقت مبكر من صباح أمس الثلاثاء. وفي مدينة بيت لحم اقتحمت قوات الاحتلال عشرات المنازل في مخيم عايدة شمال المدينة، واعتقلت عدداً من الفلسطينيين، كما داهمت مدينة جنين ومخيم طوباس وسط حملة تفتيش واسعة في المنطقة.
وأفاد فؤاد الخفش مدير مركز «أحرار» لحقوق الإنسان بأن حملة مداهمات لمئات المنازل تمت الليلة قبل الماضية وفجر أمس الثلاثاء في أغلب مدن الضفة الغربية، مع تركيز كبير على مدن الخليل ورام الله والبيرة ونابلس وبيت لحم، رافقها عمليات تخريب وعبث بمحتويات المنازل وتهديد أصحاب البيوت.
وقال الخفش: إن الاحتلال نفذ ما يزيد على 240 عملية دهم وتفتيش لمنازل أسرى محررين وقيادات تركزت في مدينة الخليل التي اقتحم فيها 140 منزلاً بعد منتصف الليل. وواكب اقتحام معظم أحياء مدينتي رام الله والبيرة أصوات تفجير أبواب المنازل والمحال التجارية، واندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال، التي لم تترك حياً أو ضاحية إلا واقتحمته .. وعلا صوت إطلاق قنابل الصوت والغاز والرصاص في أرجاء مدينتي رام الله والبيرة.
في غضون ذلك، قال سامي أبو زهري، الناطق باسم حركة حماس: إن تهديدات الاحتلال الإسرائيلي لا تخيف حركة حماس. وأضاف أبو زهري في بيان مقتضب: «تهديدات الاحتلال لا تُخيف حماس، وعلى رئيس وزراء الكيان نتنياهو أن يُدرك عواقب جرائمه قبل الإقدام عليها».
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أطلق جملة من التهديدات ضد حركة حماس مساء أمس الأول الاثنين. وقال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بعد الاجتماع الوزاري الذي عقد مساء الاثنين لبحث قضية المستوطنين المفقودين إن قوات الاحتلال في خضم عملية معقدة، وبحاجة إلى الاستعداد؛ لأن العملية قد تستغرق وقتاً طويلاً، وسيكون لهذا عواقب وخيمة.
وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي: نحن في ذروة عملية معقدة، ويجب أن نعرف أن هذه العملية قد تطول لفترة طويلة. وأضاف نتنياهو: الأمر خطير، ونتصرف بمسؤولية وحرص لإعادة المستوطنين الثلاثة المختطفين، وسنعمل ضد حركة حماس، واعتقلنا 100 من عناصرها خلال الأيام الماضية، وسنقوم بخطوات أخرى ضدهم. وقال نتنياهو: لقد واجهنا غزة حين أطلقوا الصواريخ، وسنرد بقوة إن ضربوا مرة أخرى.
وقال نتنياهو: تحدثت الآن مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وأشكره جزيل الشكر؛ لأنه شجب عملية الاختطاف وأدانها، وأتوقع من دول أخرى أن تشجب وتستنكر، وأن تدعم إسرائيل في دفاعها عن نفسها.