مع دخول فصل الصيف تتجه السوق العقارية إلى حالة من الهدوء والركود، وذلك عطفاً على الحالة الاقتصادية السائدة في البلاد، مع تمتع الكثير من أصحاب القرارات في السوق بالإجازة الصيفية، إلا أن ذلك لا يغفل جانب عقد الصفقات، حيث تظهر الفرص العقارية، التي تعقد خلال هذه الفترة للبحث عن السيولة وعن حالة انخفاض الأسعار.
ومن المتوقع أن تشهد السوق العقارية في الرياض نشاطاً نسبياً في سوق الإيجارات خلال موسم الصيف، مدفوعاً بتوجه الكثير من المقبلين على الزواج للبحث عن بيت الزوجية، وسعي بعض المستأجرين لتغيير وحداتهم السكنية للاستفادة من التراجع الاعتيادي للأسعار والذي يمر فيه السوق التأجيرية خلال الفترة الحالية، وبحسب متعاملين في السوق ومسئولين بشركات التسويق العقاري في العاصمة فإن موسم الصيف بوجه عام يشهد تباطؤاً ملحوظاً في السوق العقارية، تزامناً مع الإجازات وحلول شهر رمضان، وعيد الفطر المبارك موضحين أن ذلك التراجع يزيد من خسائر شركات الوساطة العقارية والمكاتب العقارية العاملة في السوق بسبب وجود ركود السوق خلال الفترة الحالية والتي تعاني تباطؤاً في أنشطتها منذ بداية العام الحالي.
وقال رئيس اللجنة الوطنية العقارية حمد الشويعر إن السوق العقاري في الفترة الأخيرة يمر بالعديد من التكهنات الواسعة والمتضاربة عن مستقبل القطاع العقاري، خصوصاً في ظل ركود الأسعار وإقرار الدولة حزمة من القرارات العقارية والإسكانية، إلا أن الغموض لا يزال يسيطر على المشهد العام، إذ ينتظر العاملون في القطاع ما ستكشفه الأيام المقبلة التي انتشرت فيها أنباء مختلفة عن قرب انخفاض وشيك للأسعار، نظراً إلى تجاوز الأسعار القدرة الشرائية لمعظم شرائح المجتمع مما يزيد من معاناة البائع والمشتري والمستثمر في إيجاد منتج يساعد في تحريك السوق خصوصاً مع ارتفاع الأسعار ومحدودية الدخل للكثير من الباحثين عن السكن.
وبيّن الشويعر أن نشاط حركة التأجير سواءً إسكانية أو تجارية أو استثمارية أصبحت هي الملاذ الأول في جني الأرباح خلال الصيف، إذ يعمد الكثير من المتزوجين للبحث عن شقق ذات مساحات مناسبة تفي بمتطلبات حياتهم المستقبلية، كما أن بعض العوائل تتنقل خلال هذه الفترة وبخاصة مع تنقلات الموظفين والموظفات من أجل البحث عن السكن قرب العمل، خصوصاً بعد انتهاء العام الدراسي وإتمامهم نقل الأبناء إلى مدارس قريبة من مساكنهم الجديدة.
وقال رئيس اللجنة الوطنية العقارية إن الركود يصيب السوق العقاري سواءً البيع أو الشراء أو البناء، ولكن مع ذلك فإن الكثير من العقاريين العاملين يبحثون عن الفرص العقارية خلال هذه الفترة من أجل طرحها مع دخول السوق العقاري بعد عيد الفطر.
بدوره قال المستثمر العقاري عبد العزيز الموسى إن السوق تعيش تكهنات واسعة وسيناريوهات متضاربة عن مستقبل القطاع العقاري، خصوصاً في ظل تصاعد الأسعار خلال الفترة الماضية واستقرارها حالياً وإقرار الدولة قرارات تاريخية ومشاريع وزارة الإسكان، حيث إن أغلب قراراتها من أجل تصحيح وضع سوق العقار، ولكن هذه القرارات خلقت نوعاً من الترقب لدى المستثمر والمشتري، خصوصاً في ظل الإعلان عن قرب توزيع أراض بأسعار منخفضة عن الأسعار الحالية، وهو ما سيغير من خريطة أسعار العقارات في السعودية، لكن مع ذلك لا يزال الغموض يسيطر على المشهد العام لسوق العقار، إذ ينتظر العاملون في القطاع بداية الإجازة الصيفية التي تقل فيها الصفقات العقارية وبخاصة من قِبل الأفراد أما الشركات فهي تبحث عن الفرص العقارية، مبيناً أن الوقت الحالي يُعتبر موسماً تقليدياً يكثر فيه الهدوء تزامناً مع فترة الصيفورمضان وإجازة العيد حيث إن أغلب العقاريين والعاملين في السوق يتمتعون بإجازتهم أو التفرغ لأمور اجتماعية أخرى, وهذا يعزز فرضيه الهدوء العقاري خلال الصيف.
وبيَّن الموسى أن السوق سينكشف مع الأيام خصوصاً أن هناك أنباء مختلفة عن قرب انخفاض وشيك للأسعار، نظرا إلى تجاوز الأسعار القدرة الشرائية لمعظم شرائح المجتمع في ترجمة حلمهم إلى واقع تملك المساكن.
وذكر أن السوق ينشط حالياً في التأجير السكني وبخاصة مع بداية أيام الزواجات وتنقل الموظفين وتعيين موظفين جدد. وتشير الإحصائيات الأخيرة إلى أن إجمالي قيمة الصفقات العقارية المنفذة في المدن السعودية بلغت حوالي 215.5 مليار ريال خلال النصف الأول من العام الجاري، فيما بلغ إجمالي مساحة العقارات المتداولة حوالي 632 ك.م2 نفذت عن طريق إتمام 149.5ألف صفقة .. وتمثّل العقارات السكنية حوالي 59 % من إجمالي قيمة الصفقات.