لم يحظَ عمل تلفزيوني بضجة مماثلة لتلك التي حظيت بها دراما البيئة الشامية «باب الحارة»، من تأليف الكاتبين سليمان عبد العزيز وعثمان جحا، وإخراج بسّام الملا وعزام فوق العادة، الذي تعرضه MBC في رمضان، ولم تحقّق شخصيَّة درامية نجاحًا يجعل الجمهور متعلقًا بها وينتظر عودتها، بقدر انتظار عودة عبّاس النوري في شخصيَّة «أبو عصام»، الذي غاب أو غُيّب دراميًا منذ نهاية الجزء الثاني، ليعود ويظهر بطلاً في الجزء السادس طبعًا، لن يكون النجم السوري وحيدًا هذه المرّة، بل سيعود معه نجوم «باب الحارة» الذين تعلّق بهم الجمهور منذ انطلاقة دراما البيئة الشامية الأنجح، ويعد بالكثير من المفاجآت والتشويق على مستوى الحبكة والأحداث ومن خلال الشكل والإيقاع، وكذلك لجهة انضمام نجوم جدد على رأسهم أيمن زيدان، وسليم صبري، وعبد الهادي الصبّاغ، وميسون أبو أسعد، ومرح جبر، وجهاد سعد.
كما تستكمل بقية الشخصيات أدوارها ومنها صباح الجزائري، ووائل شرف، وميلاد يوسف، ووفاء موصللي، وليليا الأطرش، وشكران مرتجى، ومحمد خير الجرّاح، ونزار أبو حجر، وهدى شعراوي، وعلي كريم، وغيرهم. كما يطلّ مصطفى الخاني في شخصيَّة جديدة هي «الواوي»، بموازاة شخصيته الشهيرة «النِمس».
وإذا كان الجمهور ينتظر عودة عبّاس النوري على أحرّ من الجمر، ليعيش معه الأحداث الجديدة في حياة «أبو عصام» وأسرته، فإنَّ النجم السوري لا يخفي شوقه إلى مسلسل «باب الحارة»، ولهفته لمعرفة رد فعل الجمهور على عودته. لا يَرَى النوري استكمال شخصيَّة «أبو عصام» غير منطقية، بعد انقطاع عن الشاشة على مدى ثلاثة أجزاء من المسلسل، بل يعتبرها «مقبولة ومنطقية للغاية وواقعية جدًا»، مشددًا على أنها «ستكون مؤثِّرة، ولها انعكاسات كثيرة على الأحداث اللاحقة في العمل». ويقول النوري: إن «عودة الشخصيَّة إلى العمل، ستعيد معها الأُلفة إلى العلاقات الاجتماعيَّة والعائلية والإنسانيَّة في الحارة، بشكل يتناسب مع زمن «باب الحارة» خلال مرحلة الانتداب الفرنسي لسوريا في ثلاثينيات القرن الماضي»، معتبرًا أن «حميمية العلاقات والأزواج التي زخر بها الجزء الثاني تحديدًا، سيعاد إحياؤها ومعالجتها مجددًا، كما سنرى أصالة نساء الحارة وشهامة رجالها».
«أبو عصام» الذي تميّز بالعقل والحكمة في التعامل مع شخصيات العمل، سيحافظ على الخصال ذاتها في الجزء الجديد، لكنه سيقع في المحظور، ويُغضب زوجته سعاد (صباح الجزائري)، التي بقدر فرحتها بعودة «الغالي»، ستعبّر عن استيائها من بعض التصرَّفات التي تصدُر عن زوجها. يفضّل النوري «عدم التطرَّق إلى هذه الأمور، كي لا نغيّب عنصر المفاجأة عند الجمهور، لكن بطبيعة الحال، ما من إنسان في الحياة، مهما بلغ من عقل وإدراك، معصوم عن الخطأ» بحسب قوله. ويُعدُّ النوري أن «باب الحارة» فيه اعتماد على حضور الممثل، «وبعدما صنع «باب الحارة» نجومية عربيَّة لأبطاله ونجومه، سيكرّس نجوميتهم أكثر، وسيصدِّر ممثّلين حقيقيين، ويُعرّف الجمهور على شخصيات جديدة». ويشرح النوري بأن «الجمهور جعل من ممثلي العمل نجومًا رغمًا عنهم، وهو من يتحمّل خياراته، ولم نكن نتوقّع كممثلين كل هذا النجاح».
يُنافِس عبّاس النوري في الزعامة على «حارة الضبع» النجم أيمن زيدان، صاحب الإطلالات النادرة في مسلسلات البيئة الشامية. فهل سيتمكّن زيدان من خطف الأضواء من عبّاس النوري ومنافسته في زعامة الحارة، ليكون ندًا له؟ يُعلّق عبّاس النوري على هذا التساؤل، قائلاً: «أيمن ممثل كبير وخطير، لكن أتمنَّى أن تكون زعامة الحارة من نصيبي!». ويجسِّد زيدان في العمل شخصيَّة «أبو ظافر» الطامع بالزعامة.
لا يكشف النوري عن موعد ظهور شخصيَّة «أبو عصام» بالضبط، لكنه يعد بأن «الحلقة التي سيظهر فيها ستكون مفعمة بالمفاجآت، وستكون الحلقة كاملة مؤثِّرة، ولا تقتصر على لقاء رجل بعائلته، بعد طول غياب».