ابدى المعسكر الجزائري رغبة جامحة لترك بصمة في نهائيات كأس العالم لكرة القدم عشية خوض مباراتهم الافتتاحية امام بلجيكا في الجولة الاولى من منافسات المجموعة الثامنة.
ولم يخف قائد المنتخب ولخويا القطري مجيد بوقرة صعوبة المهمة وقال «نحن نعرف جيدا ماذا ينتظرنا، الأكيد ان المهمة ستكون صعبة وكل شئ ممكن، لكن أتمنى أن نكون في الموعد يوم المباراة وأن ندافع بشراسة عن حظوظنا من أجل تشريف الألوان الوطنية». وتابع: «هذا الفريق يملك مؤهلات كبيرة، ويبقى قادرا على احداث المفاجأة، ولما لا المرور للدور الثاني، الذي يبقى هدفنا الأساسي، مما سيسمح لنا بكتابة صفحة جديدة في تاريخ كرة القدم الجزائرية».
وقال مهاجم سبورتينغ لشبونة البرتغالي اسلام سليماني: «نعيش أوقاتا استثنائية، نحن عازمون على أن نجعل من هذه المنافسة حدثا خاصا، نحن عازمون اكثر من اي وقت مضى على تشريف سمعة الكرة الجزائرية رغم صعوبة المهمة التي تنتظرنا في المجموعة». واوضح لاعب وسط انتر ميلان الايطالي سفير تايدر «علينا ان ننطلق بنجاح في هذه المنافسة وهذا لن يتحقق الا عبر تسجيل نتيجة جيدة امام بلجيكا. سنخوض اللقاء بعقلية المحاربين بالنظر إلى أهميته الكبيرة لانه على ضوئه سيتحدد مصيرنا».
اما مهاجم بورتو البرتغالي نبيل غيلاس فاكد «نحن امام معادلة بسيطة، لان هذا اللقاء يشكل منعرجا. وينبغي تحقيق الفوز لأنه سيفتح لنا أبواب التأهل إلى الدور الثاني»، مضيفا «اللاعبون واعون بذلك وسيبذلون قصارى جهدهم لتجسيد هذا المسعى الذي سيكون سابقة في تاريخ كرة القدم الجزائرية».
من جهته، اوضح نجم فالنسيا الاسباني سفيان فغولي الذي يعتبر القلب النابض للمنتخب الجزائري أنه «جاهز ومتحمس أكثر من أي وقت مضى». وقال «لقد عملت جيدا مع المجموعة. سأبذل قصارى جهدي لتبليل القميص، خاصة وأننا محفزون الى أبعد حد».
وأضاف: «المونديال بطولة تحفز كل لاعب مهما كانت جنسيته، لنا واجب سنؤديه تجاه 40 مليون جزائري الذي يحبون بلدهم، لا يسعنا الا أن نبلل قمصاننا من أجلهم».
وبخصوص المباراة الافتتاحية امام بلجيكا قال: «سنلعب دون أي ضغط، الجزائر ليس لها ما تخسره.
اللاعبون متشوقون لبداية المنافسة.
نحن مركزون تماما لتحقيق بداية موفقة في المونديال، كون المباراة الأولى تعتبر هامة. نتوفر على تشكيلة تملك خبرة كبيرة. ليس لنا ما نخسره يكفي فقط أن نكون متضامنين فوق ارضية الملعب، ونطبق كرة جماعية».
واوضح فغولي «لم يسبق لي أن واجهت منتخبا من حجم بلجيكا منذ وجودي مع المنتخب الجزائري.
ادرك جيدا ان هذا المنتخب من العيار الثقيل ويعج بلاعبين ممتازين.
رغم ذلك، سنقول كلمتنا، وسنحاول احداث المفاجأة، شريطة أن نتحلى بالنجاعة ونلعب بعزيمة خارقة».
وقارن المدرب المساعد الدولي السابق عبد الحق قريشي المنتخب الحالي بالجيل الذهبي ل»محاربي الصحراء» والذي ابلى البلاء الحسن في مشاركته الاولى في مونديال 1982 في اسبانيا عندما حقق الفوزين الوحيدين حتى الان في العرس العالمي على حساب المانيا الغربية 2-1 في مباراة مشهودة وتشيلي 3-2. وقال «وقتها، كنا بلدا في طور النمو يعرف قوة المنتخب الالماني الذي كان بطلا لقارة العجوز.
توقعوا الفوز علينا 5-صفر او 6-صفر، ولكن في ذلك اليوم كانت المؤهلات الفنية لمنتخبنا جيدة وخلقت الفارق امام القوة الالمانية، وفي النهاية حققنا انجازا، وتلك الانجازات يتم الاعداد لها مسبقا».
وتابع «الخبرة لا تعوض، ولكن عندما تكون هناك الرغبة الجامحة والموهبة والعزيمة، فكل شيء ممكن. مباراة الثلاثاء متكافئة، فليس هناك منتخب صغير يواجه منتخبا كبيرا، يجب أن نثق في قدرتنا على تحقيق الانجاز». واوضح «لم نضع مخططا لوقف نجم بلجيكا ادين هازار، لاننا لو فعلنا ذلك سنحصد مفاجآت سيئة. نعرف مؤهلاته ولكن نقاط ضعفه ايضا، بيد ان الاهم هو عدم التركيز عليه لانه هناك لاعبين آخرين أخطر مثل لوكاكو». وتابع «بامكاننا التسجيل ووقف لاعب منافس من خلال استراتيجية وحدنا نعرفها».
اما مدافع واتفورد الانكليزي (درجة ثانية) السعيد بلكالم فقال «أنا متفق على ان بلجيكا منتخب جيد ولكنني لست متفقا على انها مرشحة»، مضيفا «يكفي النظر الى اسبانيا بطلة العالم.
كانت مرشحة امام هولندا وتلقت هزيمة مذلة (...). بلجيكا منتخب جيد ولكن لدينا الارادة والكفاءة لمواجهتها».
من جهته، قال المدرب المساعد الاخر عبد الحفيظ تاسفاوت أن «المباراة الاولى امام بلجيكا تكتسي طابعا خاصا للاعبين، لدى من الضروري أن ندخل المنافسة بقوة وتفادي الخسارة لخوض المباراتين المتبقيتين في الدور الاول بمعنويات مرتفعة في سعينا الى الانجاز التاريخي المتمثل ببلوغ الجور الثاني».
وأوضح تسفاوت ان «ليس هناك لاعب أساسي بصفة قطعية وهو عامل إيجابي يقوى التنافس بين اللاعبين. المدرب سيقحم أحسن تشكيلة ممكنة»، مضيفا «المهم أن اللاعبين ال23 يوجدون في قمة لياقتهم، ولا أحد منهم يشكو من اصابة، وهذا ارتياح كبير لنا».
وبخصوص الاداء المتواضع لخط الدفاع الذي انتقده الكثيرون، أكد تاسفاوت ان «أحسن دفاع هو الهجوم» مشيرا الى فعالية خط الهجوم الذي سجل خمسة أهداف في اللقاءين الاعداديين الأخيرين امام ارمينيا (3-1) ورومانيا (2-1).
وتابع «استخلصنا العديد من الدروس ومن كل الجوانب في المباريات الاعدادية سواء في الدفاع أو الهجوم».