في الوقت الذي تشن فيه الحملات تلو الحملات ضد مدرب فريق الحالي الروماني ريجيكامب وابن جلدته بنتيلي من إعلام لا يخاف الله ولا يراعي المهنية، لا زال الهلاليون يتذكرون ويتغنون بقصة كُتبت حروفها بماء من ذهب كان أبطالها الرومانيان أولاريو كوزمين والقيصر الروماني ميريل رادوي، حيث كتبا في صفحات التاريخ مجداً لن يمحى من ذاكرة الزعماء، كيف لا ونحن نتحدث عن كوزمين المدرب الذي قاد الهلال للبطولات، وأوجد للفريق الهلالي شخصية أعاد بها هلال الزمن الجميل، وألهمه عشقه للهلال لأبعد من ذلك حيث عزم على أن يكون عضو شرف، وهذا الأمر لم يحدث من قبل ولم يحدث فيما بعد، وكيف لا ونحن نتحدث عن القيصر الروماني الذي خلد اسمه كأحد أبرز اللاعبين الأجانب بل إنه في وجهة نظر البعض أفضلهم على مر التاريخ الرياضي السعودي، فرادوي لم يكتف بالإبداع وملء مكانه بكل اقتدار، بل كان قائداً محنكاً لا يرضى بالخسارة، بالإضافة إلى روحه وقتاليته وحماسه، وهذا مالم يجتمع في أي لاعب سبقه أو تبعه.
ولأن الهلاليين لا زالوا يتذكرون ذلك التاريخ المرصع بالذهب، إلا أنهم يتذكرونه بألم شديد، حيث غادركوزمين مرغماً بعد أن (ضاق به قميصه الذي يرتديه) فنزعه وهو يحمل صورة شخصية عظيمة ووضعه على طاولة الاحتفال، فما كان من البعض إلا شن الحملات عليه حتى أُبعد رغماً عنه وعن الهلاليين، وغادر القيصر الروماني بعد أن شنت ضده الحملات تلو الحملات لدرجة أن بعض (جهلة الإعلام) ذهب لعلماء الدين ليفتوه في (وشم) وضعه رادوي على ذراعه، وهذا ماتسبب في تطفيشه خاصة وأنه لم يجد من يردع هؤلاء الجهلة فغادر هو الآخر بعد أن كان يأمل في البقاء.
هذه القصة بما فيها من فرح كبير، وتاريخ عظيم، ونهاية غير سعيدة، يأمل الهلاليون ويتمنون أن تكون درساً للمسؤولين والقائمين على شؤون الهلال، فما يحدث الآن من حملات يقودها إعلام جاهل وسفيه سواء ضد ريجي أو ضد بنيتلي ماهي إلا بداية خاف الهلاليون منها خاصة وإن رعاية الشباب تجاوبت مع ذلك الإعلام المتعصب الذي بحث عن ديانة ريجي، واتهمه بأنه (يهودي)، فما كان من الجهة الرسمية إلا سؤال الهلال عن ديانة المدرب، متجاهلة وزارة الخارجية صاحبة الشأن ومن أعطت المدرب الهلالي تأشيرة الدخول...! هذه البداية بالتأكيد أنها تؤكد بأن موسم حملات الإعلام الأصفر قد بدأت من الآن وقبل بداية الموسم الرياضي، وكل ما يأمله الجمهور الهلالي هو أن يكون لإدارة اهلال موقف صارم تجاه تلك الإساءات التي واجهها مدرب الفريق ريجي وابن جلدته بنتيلي، وإن لم تتحرك إدارة الهلال لردع هؤلاء (السفهاء) فسوف تتكرر حادثة كوزمين ورادوي...!