قرأت عبر جريدتنا الغراء بعدد يوم الاثنين الموافق 4 شعبان العدد 15222 إعلان وزارة الشؤون الاجتماعية عن رغبتها في استئجار مبنى ليكون مقراً لمركز التأهيل الشامل بمحافظة المذنب إلخ .. ويعلم الله أنني فرحت للمذنب ولأهلها الطيبين بهذه البشرى التي لها جوانب إنسانية كبيرة، كيف لا وأن هذا المركز يسعى ويخدم شريحة غالية على قلوبنا جميعاً (ذوي الاحتياجات الخاصة)، ورغم أن المذنب تبعد عن العاصمة الإدارية بريدة 65كم وأيضاً محافظة البكيرية يوجد بها مركز للتأهيل الشامل ومحافظة الرس يوجد بها مركز للتأهيل الشامل، وبهذا يتضح أن أربعة مراكز للتأهيل الشامل بمنطقة القصيم وللأسف الشديد أن منطقة الجوف ليس بها سوى مركز واحد يتيم يخدم العاصمة الإدارية سكاكا وثلاث محافظات وهي القريات ودومة الجندل وطبرجل وثلاثون مركزاً باستثناء القرى والهجر الأخرى، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ويحتاج إلى إجابة: ما الذي يقف عائقاً في وجوه أهالي القريات من افتتاح مقر ليكون للتأهيل الشامل؟ رغم النسبة الكبيرة التي تقدر بأكثر من أربعة آلاف حالة مسجلة لدى مركز التنمية الاجتماعية، وهناك أكثر من سبع مائة حالة تعد من (شديدي الإعاقة) لابد أن يتم إيواؤهم في إحدى مراكز التأهيل الشامل، وأقرب مركز لهم من القريات هو مركز التأهيل الشامل بمدينة سكاكا التي تبعد عن مدينة القريات 880 ذهاباً وإياباً، يا وزارة الشئون الاجتماعية إن هؤلاء المعاقين يبحثون عن أياد حانية تدفئهم وتعوضهم عن ما ابتلوا فيه من رب العزة والجلالة، رغم أن بعضهم لديه إبداعاته ولمساته المبهرة التي قد يعجز عنها الأسوياء ولكن يحتاج لمركز يحتضنه. هل يصدق معالي الوزير أن العديد من الحالات بالقريات تنتظر موافقة مركز التأهيل الشامل بسكاكا ليتم قبولهم وهم لا يزالون على قائمة الانتظار؟ ولعلم معاليكم أن الكثير من الأهالي لا يحبذون أن يكون أبناؤهم أو بناتهم بعيدين عنهم كل هذا البعد، حيث إن المسافة بعيدة جداً بين القريات وسكاكا، لذا تجدهم مكرهين على إبقاء ابنهم المعاق أو ابنتهم المعاقة في المنزل وهم من يتولون الرعاية قدر الاستطاعة رغم الظروف الصعبة بل الحرجة في بعض الأحيان، وأعتقد أنه لا يخفي عن معاليكم أن وزارة الشئون الاجتماعية لديها أرض كبيرة بصك شرعي تعد ملكاً لمركز التأهيل الشامل بالقريات، حيث يعود الفضل في إيجادها بعد الله عز وجل إلى مدير مركز التنمية الاجتماعية الأسبق اأستاذ صالح الرثعان.
معالي الوزير، نحن لا نبحث عن مبنى حكومي بل نبحث عن مقر (مؤقت مستأجر) ليتم تجهيزه ليضم هذه الفئة الغالية على قلوب الجميع أسوة ببعض محافظات المملكة الصغيرة جداً التي يوجد بها مراكز للتأهيل الشامل مثل المجمعة والخرج وشقراء والدرعية، والقائمة تطول، علماً أن بعض المراكز مبانيها حكومية وعلى سبيل المثال مبنى وادي الدواسر يوجد به ثلاث وتسعون حالة فقط وهو ذات مبنى حكومي متكامل كانت تكلفتة 66 مليوناً وذلك بحسب تصريح وكيل الوزارة لشؤون الرعاية الاجتماعية والأسرة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف، وأيضاً تفاجأت بعد أن تأكدت ورصدت أن عدد الحالات بمركز التأهيل الشامل بمحافظة الوجه أربعة وعشرون حالة، وأيضاً مركز التأهيل الشامل بمحافظة تيماء أربع وثلاثون حالة وهي قريبة جداً من مركز التأهيل الشامل بتبوك، ورغم أن الأرقام تتضاعف كثيراً بالقريات لكن للأسف الشديد دون أي اعتبارات إنسانية والآن الآمال معلقة بعد توفيق الباري عز وجل بمعالي وزير الشئون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين الذي ننتظر منه لمسة حانية بعد أن تعالت الصرخات، وأيضاً وقفة صادقة توعدون بها أهالي القريات لكي ترسم الفرحة على شفاههم وتستبدل لهم لوعة الأحزان القاسية بعد أن انسكب ماء العيون بحسرة أحرقت الجفون مع لهيب يكوي قلوب الوالدين وذوي المعاقين.