د. طلال بن سليمان الحربي

في العاميين الأخيرين كانت أمانة الرياض على موعد مع إقامة عديد من المهرجانات الصيفية التي سعت في بدايتها إلى إيجاد متنفس ترفيهي لأبناء الرياض الذين لا يغادرونها ترحالا في صيفها اللاهب, ولكن التطور الإيجابي الذي اعتمدته أمانة الرياض بسياسة ممنهجة جعلها تنتقل من مرحلة إلى مرحلة أخرى, مرحلة الأمانة هذا الصيف 2014 هو الاستقطاب لمهرجاناتها وفعالياتها التي بدأت فعليا إقامتها وتنفيذها منذ شهر ويزيد, الاستقطاب هنا بمعنى زيادة الفترة الزمنية التي ينتظرها أهل الرياض قبل السفر وبنفس الوقت خفض مدة الإجازة.

لكي نكون أكثر منطقية فإن التعامل بالمهرجانات والفعاليات بشكل عام يجب أن يراعي عدة أمور أهمها تفصيل العائلة نفسها, لأن كثيرا من المهرجانات تعلن في خطابها العام أنها للعائلة وحقيقة هذا أمر مغلوط جدا, لأن العائلة نفسها مكونة من أكثر من تركيبة اجتماعية, كلنا نعرف ان الضغط الذي يشكله الأطفال رهيب جدا لحاجتهم للترفيه وتغير الجو بما ينعكس عليهم إيجابا, وهذا ما نلمسه مؤخرا من إمارة الرياض أنها بدأت في عملية الاستقطاب الجماعية والجزئية.

معالي أمين الرياض بدوره يشكل قصبة التوازن في التعامل مع هذا الملف, لأن هذا الملف يحتاج إلى إدارة سليمة وحكمة رشيدة, لا يمكن أن ترمي كل أوراقك على الطاولة دون تجهيز مجتمع الرياض مسبقا لضمان النجاح, لهذا فإن العملية كلها تسير وفق برنامج ومخطط عام, التطور الإيجابي الذي ذكرناه يسير باطراد وإن كانت مرحلة الاستقطاب حاليا هي التي يتعامل معها امين الرياض فإنها وحتما ستقود بهم إلى مرحلة الاعتماد لفعاليات ومهرجانات الرياض كبديل ممتاز ومطلوب للسفر والترحال.

نحن في سفرنا نقصد أماكن سياحية وترفيهية، وبالنهاية فهي تعتمد على مدى الرضا الذي يتشكل في نفوسنا, فإن قدمنا البدائل بمستويات متميزة وراقية جدا وتشكلت علامات الرضا فإن الوصول الى مرحلة الاعتماد ستكون قريبة جدا, على المجتمع كله أن يدعم مثل هذه التوجهات، وأن يراعي أن ما كان سابقا لن يدوم خاصة ونحن ننظر إلى المنطقة من حولنا وهي تشهد تغيرات كثيرة, العملية ليست صعبة وليست مستحيلة هي مجرد إرادة ورغبة لأن القدرات والمساحات والإمكانات متوفرة لدينا والحمد لله, فشكرا لأمانة الرياض ومعالي الأمين والكادركله، فهذه الرياض السعيدة التي تدخل البهجة الى القلوب, وكما يؤكد معالي الأمين دائما ان إمارة الرياض ممثلة بصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله-حفظه الله- أميرها الشاب قد أعطى دفعة من الحماس والتوجيهات التي ستجعلهم قادرين على تحقيق الآمال والمراد بدعمه لهم ومساندته المباشرة.