تتضخم وزارة وإدارات التربية والتعليم؛ بعد كل حالة أو واقعة تسويقية لمبدأ تربوي أو تعليمي أو إداري؛ وتسارع وزارة التربية والتعليم؛ لتكوين إدارة مستقلة أو تابعة وتثبتها في الهيكل الإداري؛ ولا عمل بحجم هذه الهيكلة أو تلك.
ربما يأتي من يطالب بوكالة اللقاءات التربوية؛ لكثرة اللقاءات بين إدارات التعليم والوزارة؛ وليحصل على منصب وكيل اللقاءات التعليمية.
ويطالب البعض بمقرر لكل مصطلح علمي ولكل فن ولكل علم؛ ولكل حالة قصور؛ فلا أستبعد مطالبة البعض بمقرر (تربية الطلاق) بحكم كثرة حالات الطلاق؛ فتضيع الوزارة بكثرة الإدارات والوكالات والمسميات الوظيفية المتداخلة؛ ويزيد العبء على الطالب.
الإشراف التربوي بحد ذاته يكفي عن كل تفاصيل أقسامه؛ وكل المكاتب التي ترتبط به خارج مبنى الإدارات التعليمية؛ والحل بإدارة كل مشروع عبر فريق عمل؛ يتواصل مع المدرسة مباشرة؛ والقضاء على الترهل؛ كما كانت خطة وزير التربية والتعليم معالي الدكتور عبدالله بن صالح العبيد؛ حفظه ووفقه.
في المدارس كوادر تعليمية قادرة على اختصار المركزية في الوزارة ووالمركزية الجديدة في مكاتب التربية والتعليم.
مكاتب التربية والتعليم التي تم افتتاحها في كل مكان؛ فرغت الميدان التربوي من المبدعين؛ وخلطت من ليس أهلا لتحريك الدماء في المدارس؛ وأخشى مطالبة البعض بإنشاء مكاتب تربية وتعليم في كل حي سكني قبل بناء مدارس مكتملة للحي ذاته.
هذا هو الهدر الذي لا يقبله من يسع? لتطوير التعليم؛ تعقيد تلو تعقيد؛ والحاجة مقصورة حقيقة على أربع مرتكزات (الطالب- المعلم- المبنى المدرسي- المقرر ومتطلباته من المنهج العام اللي يحقق المقرر).
ما عدا الأربعة لا قيمة له في هموم التعليم داخل المدارس؛ وليس له ارتباط وثيق بالأربعة.
إذا كانت الوزارة تفكر برتب المعلمين؛ فلن تقدر عليها؛ إذا كان الكل يريد أن يكون مديرا ووكيلا ومساعدا ومشرفا؛ ومرموقا في أسياب ومكاتب التربية والتعليم.
كل هؤلاء يجب تفريغهم لخدمة المعلم المباشر لعملية التعليم والتعلم؛ في ذات المدارس؛ لا في المكاتب؛ ومتابعة إنتاجهم عبر مشروعات حية وسريعة؛ لا تعاميم بفوهات بركانية يقذفون بها الميدان التربوي؛ بشكل يومي.
مشروع نظام نور مثلا؛ بحاجة لتفرغ كامل لمتابعته والقضاء على كل سلبياته؛ وفي الميدان التربوي من يستطيع تقديم الأفضل لو تم استثمارهم كطاقة بشرية دون الشروع في تكوين مكتب لهم في الوزارة وإداراتها.
مشروع النشاط وتطويره؛ بحاجة لتفرغ كامل لمتابعته والقضاء على معوقاته؛ وفي الميدان التربوي من يستطيع تقديم الأفضل وقيادة المدارس المحيطة به؛ دون اللجوء إلى إدارات مترهلة في مكاتب بعيدة عن واقع المدارس.
التفكير بذلك؛ يعني تحويل مدير المدرسة وزيرا في مدرسته؛ يعمل لمدرسته.
المعلم الصادق هو من لا يبحث عن فلاشات؛ ليتسلق لمكتب تربوي أو تعليمي.