لا يشك أحد أن أهمية ومكانة تلك المنطقة الشاسعة الأرجاء والحاضنة أعماق أديمها لشريان التنمية الآخذة طريقها في كل مرافق بلاد الحرمين الشريفين، ناهيك عن الكثافة السكانية الوطنية وموقعها المتميز، كونها بوابة البلاد الموصلة إلى العديد من دول الخليج العربي وسمو قدرها تاريخياً، حيث كانت موطناً للعديد من الحضارات القديمة، ويشهد على ذلك تاريخ تلك الحضارات وما بقي من آثارها إلى يومنا هذا الذي نعيشه ..
واليوم تشهد البلاد نهضة عمرانية مباركة تشتمل من بين ما تشتمله من مشاريع عملاقة.. المشاريع المتعلقة بالبنية التحتية ومنها - مشروع النقل العام، الذي هو في الحقيقة من أهمها على الإطلاق وخاصة لتلك المناطق والمدن الكبيرة، من حيث الرقعة المساحية أو الاكتظاظ السكاني، ومنطقة الأحساء مثال حي على ذلك، حيث لا تقل أهمية عن المناطق والمدن المزمع تنفيذ تلك المشاريع فيها، فكم يحلم مواطن الأحساء بوجود وسائل النقل العام كالقطارات التي تسير فوق وتحت الأرض والتي بإمكانها عندما تتواجد على أرض الواقع.. التنقل عبر خدماتها بين مدنها وقراها وهجرها وبحرها - شاطئ العقير وامتداده إلى سلوى.. والمواطن في الأحساء لا يزال يراوده الأمل بأن تحظى تلك المنطقة بما حظيت به كبرى المناطق والمدن من مشاريع التحسين والتجميل والتي يمكن عن طريقها أن يتحول مركزا مدينتي الهدف والمبرز إلى ساحات وميادين تحيط بهما مراكز للتسوق والنزهة بدلاً من وضعها الحالي، والذي أصبح جزءاً من مكونها عبارة عن بقايا وأطلال عقارات آيلة للسقوط ومأوى للحشرات والآفات الضارة بالبيئة ومن ثم بالإنسان.. وكم كان صادقاً ذلك المواطن الغيور الذي وجّه استفساره إلى أعضاء المجلس البلدي أثناء اللقاء المفتوح لبعض أعضاء المجلس بالمواطنين مساء يوم الخميس 22 رجب 1435هـ - حيث تساءل المواطن - إبراهيم أحمد العويس عن دور المجلس في السعي في سبيل أن يكون للأحساء نصيب من مشاريع التحسين والتجميل؟!! ونحن على ثقة من أن الأيام القادمة ستبشر مواطني الأحساء بأن منطقتهم غير منسية بفضل الله ثم بفضل العين الساهرة - عين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - على خدمة الوطن والمواطن أينما كان تواجده على أرض بلاد الحرمين الشريفين.