طالت السالفه والحلم يا ممدوح
ما تبدّد وأنا ما نيب له مرتاح
بين مقفي ومقبل والظنون اتفوح
ما تلاشت عزوم وما طفى مصباح
بارقٍ خبر لا شك ماش وضوح
السحايب تثنَّا والمطر ما طاح
لا تشتّت خيال العاشق المجروح
الخرز جمّعه يا ناظم المسباح
تنثني رغبته لا قابلت ساموح
لو يشوف الحدايق وردها فوّاح
كل رحّال له في رحلته مصلوح
غاية القصد سجّة خاطره لا راح
خلوته مع هجوسه في كيان الروح
بين ما خذ ومعطي والسكون وشاح
وان لمح له غزاله دون جال الصوح
صار فكره يتابع والعيون ارماح
كان رد التحيّه وان حكى مسموح
ضيف ليله وله ميعاد بالمرواح
لا سرى الليل يظهر للسواري ضوح
شوفة العين تكفي والهوى ذبّاح
وفوق موج البحر يطفح خفيف اللوح
والجواهر ثقيله وانشد السبّاح
وانت خبّره بالعلم يا ممدوح
لك جميع الخوافي ما لها مفتاح