بداية أقول بأن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أحسنت بتخصيص رقم موحد يهم كل فتاة وقعت ضحية الابتزاز من شاب، والاستعانة به للخلاص من جحيمه (0114908666) وهذه خطوة إيجابية تصب في جانب تحقيق الأمن النفسي للفتيات، وانقاذهنّ مما وقعنّ فيه من منزلق أخلاقي خطير، وبسرية تامة، بسبب قبولهنّ رضى أو خطأ الاتصال بأشخاص أغراب على حياتهنّ بصورة غير مشروعة، أخذ فيها الاتصال منحنى خطيرا قد يؤدي ببعض الفتيات للدخول في نفق مظلم يخسرن فيه حياتهنّ وأسرهنّ، وثقة المحيطينّ بهنّ، وقبل هذا وذاك يخسرن دينيهنّ، ولو أردنا الوقوف بسرعة عند الأفكار الخاطئة، والتي يراها بعضنا أسبابا تجعل الفتاة عرضة للوقوع في براثن الابتزاز، فيجب أن نتحدث بصراحة ووضوح، وليس من المجدي أن نلف وندور حول الموضوع، ونحن نرى فتيات ضاعت حياتهنّ بسبب الابتزاز، حتى ذكرت الجهات الأمنية بأنه في عام 2011م بلغت حالات الابتزاز( 20 حالة يومية) !! بمعنى أننا أمام رقم شهري قد يصل إلى (600حالة ابتزاز) حتى سمعنا بمن أنفقت (600 ألف للخروج من حياة مبتز احتفظ بصورها ليساومها على شرفها وتمكينه من عرضها، أو دفع المال، وأخرى ظلت تدفع لمبتزها عشرات الآلاف (لمدة تزيد عن 13 سنة) وضحايا الابتزاز قد يكنّ من قيدنّ أنفسهنّ بحبال من نار المبتزين ، الذين تجردوا من إنسانيتهم، وبدأوا يساومون الفتيات المبتزات على شرفهنّ وعرضهنّ، بسبب تفريطهنّ في الثقة، وتواصلهنّ مع أشخاص بصورة غير مشروعة لاينتمون لهنّ بصلات أسرية أو وظيفية، أو من خلال تفريطهنّ بوضع صورهنّ في الجوالات، ومواقع التواصل الاجتماعي، فاستغلها المبتزون شر استغلال، وقد تكون الفتاة بدون قصد منها وقعت ضحية ابتزاز، إلا أن ما يجدر الإشارة إليه ماذكرته الأخصائية الاجتماعية بقسم التوجيه والإرشاد الأسري بمجمع الأمل هيا العبيد، أن 88% من قضايا الابتزاز تقف خلفها الفتيات،وأنا سأذكر لكم بعض الأفكار الخاطئة والتي هي أسباب أسهمت في وقوع الفتيات كضحايا للابتزاز :-
- التواصل مع أشخاص غريبين، تكون مقاصدهم غير شريفة، سواء عبر الهاتف المحمول ( الجوال) مصادفة، أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ولايوجد بين الطرفين، مايبرر التواصل بينهما، لا أسريا، ولاعمليا.
- الخضوع للأفكار التي تتشرّبها الفتاة من القنوات الفضائية، وبخاصة من البرامج ذات الصبغة الفنية والترفيهية والمسلسلات المترجمة، التي نشرت ثقافة اختلاط الجنسين، أو من صديقات أخريات لديهن أفكار تحررية، يكون محورها، أن التواصل مع الجنس الآخر (عملية حضارية) وهدم لحاجز الانفصال بين الطرفين الذي زرعه المجتمع!!
- فكرة قد ترسخ في فكر وعقل الفتاة، وتنتقل من واحدة لأخرى، بأنه لاخوف عليكِ من التعرف على الشباب بهدف الاستفادة منهم (كإعادة شحن كروت الاتصال الهاتفي، وابتزازهم ماليا) ولا تدري ما قد يحدث لاحقا، فقد يصل بالمبتز لاستعمال العنف للانتقام، حينما يشعر بأنه قد ضحك عليه.
- قصة التعارف بين الجنسين، والتي يروّج لها بعض من لديه أفكار تغريبية أو تحررية، يرى أنه لاخوف، و لاحرج من عملية التواصل بين الجنسين، بهدف تبادل الأفكار والرؤى والطروحات، حتى ينتقل التعارف بينهما لمنطقة مظلمة، قد تتحرك فيها الغرائز، حتى قبلت بعض الفتيات بالخروج مع من وثقت به إلى أماكن كالمطاعم والمقاهي، و ماتنشره الصحف من جرائم لم يعد خافيا على أي أحد، وعودوا لملفات الهيئة وعمليات الضبط والوقائع.
- فكرة « الحب « قبل العلاقة الشرعية بين الطرفين، التي قد تؤمن بها فتيات نتيجة مشاهدة ذلك يحدث في المسلسلات المدبلجة التي تروج لها، وفكرة التعارف التي يجب أن تسبق فترة الزواج، وقد سمعنا دعوات من هنا وهناك من كتّاب بأهمية السماح بفترة التعارف بين المقبلين على الزواج، بالرغم من مخالفة ذلك للدين وتقاليد المجتمع.
- خضوع الفتاة للمعاكسات في المراكز التجارية من الشباب، وإبداء التجاوب مع ماتلاقيه من مضايقات وكلمات، وتلقف أرقام الجوالات التي ترمى إليها، أو الانجرار خلف أوهام الوعود بالزواج، وابتلاع كلمات الغزل والغرام التي تسمعها، دون أن تنهر أو توبّخ من يسبب لها الإزعاج.
- عدم وقف الفتاة من ترى أن يقوم بأساليب في محيط عملها أو تصرفات تتجاوز حدود العلاقة العملية، أوترى منه ماينم عن عدم احترام هذه العلاقة المحدودة، علما أن وقف هذه التجاوزات من زملاء العمل حول أمور شخصية خارج نطاق العمل، في مصلحة الفتاة ويسد عنها محاولات الاستغلال في العلاقة وطرق الابتزاز.
- إفراط الفتاة في الثقة عند التعامل مع العمالة في المحلات، حينما تسلمه جوالها بما حمل، أو تزوده برقم جوالها بحجة الاتصال بها حينما يفرغ من تحضير طلبها أو غير ذلك، وما أكثر قصص ابتزاز العمالة لنساء سعوديات كانت الثقة فيه مدخلا للحصول على بيانتهنّ ومعلومات عنهنّ يستغلها ضعاف النفوس من العمالة الوافدة لتبدأ مساومتهم.
في نهاية مقالي، يجب أن نعترف بأننا في مواجهة مع ظاهرة، إذا سكتنا عنها أو غضضنا الطرف خشية من تشويه مجتمعنا فنحن نخطئ وقد تستفحل القضية حتى نفكر في طرق علاجها.