تواجه التنمية في العالم العربي مأزقاً كبيراً يتمحور حول التكتلات المصالحية لدى المتنفذين، وامتداد وتوسع خريطتهم إلى الدرجة التي تجعل الدولة نفسها عاجزة عن حصارهم،
تتخذ هذه التكتلات عباءات مختلفة تارة عباءة الدين أما الآن فهي تتجه بقوة نحو عباءة البراغماتية، أي قبول كل شيء طالما هو يحقق المصالح الشخصية،
الخطر الكبير يكمن في مقدرة هذه التكتلات على مد نفوذها والوصول إلى جهات الرقابة والمحاسبية ومؤسسات المجتمع المدني، فتتحول كلها إلى غطاء مهادن يشرعن المصالح الشخصية ويجعلها هي الأصل وغيرها الاستثناء، وذلك يتم في ظل انشغال العامة باللهاث وراء داعش والنصرة وجميلات الغناء والركض اليومي للقمة العيش، مما يوجد فجوة كبيرة في الاهتمامات والمستويات المادية والمعنوية، مما يؤدي إلى شلل تام في فهم واستيعاب ما يجري، وهو ما يسمّى عالمياً بسياسة التجهيل، والإقصاء وحجب المعلومات، وهو البيئة المثالية التي ترعى الفساد وتعطل التنمية وتحرم الدول من استثمار مقدراتها لمصالح كافة شرائح مجتمعها بمساواة وعدالة ونزاهة.