مع أنّ «آبل» لم تؤكد بعد على تاريخ إصدارها لهواتف «آيفون 6»، تشير أحدث الأدلة إلى أنّ ذلك سيحدث في أيلول (سبتمبر) المقبل.
ومن شبه المؤكّد أن الاستعدادات لإطلاق الهاتف الجديد ستسير وفقاً للطريقة التقليدية التي أرساها ستيف جوبز، فتبقى أوصاف الجهاز الجديد محاطة بتكتم شديد، ونرى صفوفاً طويلة من المشترين عند أبواب المتاجر، من دون أن يملكوا أدنى فكرة عن المنتجات التي سيحصلون عليها، وبالتالي، تبقى مقولة جوبز، إنّ «الناس لا يعرفون ما يريدونه إلى أن تريهم إياه» من الركائز الأساسيّة التي تعتمد عليها إدارة شركة «آبل».
ولكن هل هي الطريقة الوحيدة لإطلاق منتج جديد؟ فهذه المقاربة تنطوي على مخاطر بلا أدنى شك. فماذا لو طال خلل الأجهزة الجديدة، وتوجّب إرجاعها إلى المصنّع أو إصلاحها (تذكّروا مشكلة الهوائي في هواتف «آيفون4»)؟ أو ماذا لو لم ينل تطبيق محدّد إعجاب المستهلكين (تذكّروا خرائط «آبل»)؟
ويأتي كلّ هذا التكتّم مقابل ثمن، إذ يكفي التفكير في عدد الأشخاص الذين يجب أن يحفظوا السر، من عاملين في المصنع، إلى آخرين ضمن سلسلة الإمدادات، إلى موظّفين البيع بالتجزئة.
وكلّ هؤلاء الموظفين يعملون لساعات تفوق ساعات عملهم التقليدية على امتداد أسابيع، كما أنّه سيتم تعيين آلاف المتعاقدين العاملين لحسابهم الخاص.
هل من حلّ بديل؟
قد تكون إحدى الشركات الآسيوية المنافسة لمجموعة «آبل» قد توصّلت إلى حل بديل، ويجري الكلام هنا عن شركة «شيومي» التي تأسست في العام 2010، وهي من أكبر شركات إنتاج الهواتف الذكية في الصين.
وقد تخطّى مجموع عائداتها السنة الماضية 5 مليارات دولار - وهي ليست بالنتيجة السيئة بالنسبة إلى شركة عمرها ثلاث سنوات.
وبعكس مجموعة «آبل»، تُصدر «شيومي» منتجاتها ضمن مجموعات صغيرة، ما يسهّل إدخال تعديلات عليها بالاستناد إلى تعليقات المستخدمين.
وكلّ يوم جمعة، يطرأ تحديث كبير على نظام تشغيل الهاتف. وفي هذه المرحلة، تتلقّى الشركة مجموعة تعليقات من مستخدمين محترفين.
وبالنظر إلى أن «شيومي» لا تبيع منتجاتها إلا للمستخدمين مباشرةً، تستطيع جمع التعليقات كلّها والاستناد إليها لتطوير جيل الهواتف الذكية التالي لديها.
وتقوم الفكرة في أساسها على أن هاتف «شيومي» الذي اشتريته هذا الأسبوع قد يكون مختلفاً عن ذاك الذي ستشتريه الأسبوع المقبل.
وقد سمحت تعليقات المستخدمين باستحداث هاتف ذكي شديد المرونة. وبالتالي، تسمح «شيومي» للمستخدمين بتبديل بطارية الهاتف، وبتغيير غطائه الخلفي، وبسحب بطاقة تعريف المشترك منه.
ولا شكّ في أنّ الفشل سيكون مصير معظم الشركات التي ستحاول العمل بقواعد الابتكار التي تعتمدها «آبل»، لأنها لا تملك النفوذ نفسه في مجال التسويق، ولا تتمتع بالقدر ذاته من الجاذبية على الصعيد التجاري. إلى ذلك، تستنبط «آبل» نجاحها من نوابغ مبدعين أمثال جوبز، وهم أشخاص يصعب العثور عليهم عموماً. وفي غياب هذه الموارد، قد يستحسن أن تعتمد شركة منهجية عمل «شيومي».