تتواصل منافسات المونديال اليوم الاحد بثلاث مواجهات حيث تلاقي في المباراة الاولى سويسرا والاكوادور وفي الثانية فرنسا والهندوراس في حين ستكون المباراة الثالثة بين البوسنة والهرسك والارجنتين ونيجيريا امام ايران في رابع المباريات.
سويسرا والاكوادور
تبحث كل من سويسرا والاكوادور عن تحقيق نتيجة طيبة ترفع من حظوظهما للتأهل الى الدور الثاني بجانب فرنسا المرشحة الابرز في المجموعة الخامسة، عندما تلتقيان اليوم الاحد في «استاديو ناسيونال» في برازيليا ضمن مونديال 2014 لكرة القدم. ويأمل لاعبو سويسرا تقديم هدية وداع جميلة لمدربهم الالماني اوتمار هيتسفيلد بعد ست سنوات امضاها مع «لا ناتي». وفي مشاركتها الثالثة على التوالي في كأس العالم والعاشرة بالمجمل، تحاول سويسرا اثبات ان وصولها الى المركز السابع في التصنيف العالمي لم يكن مجرد صدفة.
وستكون الفرصة متاحة لابناء هيتسفيلد (65 عاما) بتخطي الدور الاول بعد وقوعهم في مجموعة معقولة تضم فرنسا والاكوادور وهندوراس، وسيمحوا تأهلهم الى الدور الثاني ذكريات جنوب افريقيا 2010 السيئة.
وتبرز في تشكيلته عدة اسماء محترفة في القارة الاوروبية خصوصا في المانيا وايطاليا على غرار لاعب الوسط جيردان شاكيري (بايرن ميونيخ الالماني)، ليشتاينر، بليريم دزيمايلي وغوكهان اينلر (نابولي الايطالي)، لكن ايرين ديرديوك دفع ثمن تراجع ادائه مع باير ليفركوزن الالماني فغاب عن التشكيلة. على غرار كون، طرق هيتسفلد باب الفئات العمرية خصوصا الفريق المتوج بلقب كأس العالم تحت 17 سنة 2009 وهو اللقب الدولي الوحيد لسويسرا، بينهم هاريس سيفيروفيتش (ريال سوسييداد الاسباني) وغرانيت خاكا (بوروسيا مونشنغلادباخ الالماني).
لم يكن مشوارها في التصفيات صعبا خصوصا لوقوعها مع منتخبات من طراز البانيا، قبرص، ايسلندا، النروج وسلوفينيا، فلم تعرف طعم الخسارة. ضمنت تأهلها في الجولة قبل الاخيرة من التصفيات، فحقق لاعبو هيتسفيلد فوزين مبكرين على سلوفينيا والبانيا، لكنهم اهدروا النقاط بعدها امام النروج وقبرص وتعادلوا مع ايسلندا بعدما تقدموا 4-1.
شاركت سويسرا في كأس العالم تسع مرات لفترات متقطعة، لكنها غابت عن الحدث نحو ثلاثين سنة بين 1966 و1994. بلغت ثمن النهائي ثلاث مرات، وتعود اخر مشاركة لها في ربع النهائي الى 1954 عندما استضافت النهائيات. اما الاكوادور فتبحث في مشاركتها الثالثة عن تخطي مشكلاتها الكروية المتمثلة بابتعاد بعض لاعبيها عن مستوياتهم وتكريم نجمها الراحل كريستيان بينيتيز. تلقت الاكوادور نبأ مفجعا برحيل هدافها كريستيان بينيتيز «تشوتشو» (27 عاما) بنوبة قلبية مع فريقه الجيش القطري في يوليو الماضي بعد تسجيله خمسة اهداف في التصفيات.
بعد رحيل تشوتشو عين المدرب الكولومبي رينالدو رويدا جناح مانشستر يونايتد الانكليزي وصديق الاول انطونيو فالنسيا قائدا للمنتخب بدلا من والتر ايوفي، ويعيش المنتخب «لحظات حرجة» بحسب رئيس الاتحاد لويس تشيريبوغا ويعاني «مشكلات دفاعية. بالنسبة للاعبين الذين ساهموا بشكل رئيس بالتأهل، بعضهم لا يلعب والاخر مصاب. هذه مشكلة كبيرة». برغم كل ذلك نجحت الاكوادور بتحقيق نتيجة طيبة بتعادلها على ارض هولندا وصيفة مونديال 2010 وديا 1-1 في امستردام برغم غياب عدد من اساسيي المدرب لويس فان غال، ثم حققت تعادلا لافتا مع انكلترا 2-2 بهدفين من اينير فالنسيا ومايكل ارويو. عرفت الاكوادور مستويات متضاربة في تصفيات البرازيل 2014، فبرغم عدم تلقيها اي خسارة على ارضها، وفوزها على كل ضيوفها في كيتو على ارتفاع 2800 فوق سطح البحر باستثناء الارجنتين، لم ينجح منتخب «أل تريكولور» في سحب نجاحه خارج ملعبه، فلم يفز اي مرة في المجموعة الموحدة في اميركا الجنوبية وتعادل ثلاث مرات ,وتعول الاكوادور على جناحها الطائر فالنسيا، المهاجم فيليبي كايسيدو الذي عانى من اصابة مؤخرا في ودية هولندا والجناح الاخر جيفرسون مونتيرو، بالاضافة الى الخبير ايوفي لكن المخضرم سيغوندو كاستيو لاعب الهلال السعودي حرمته الاصابة من المشاركة، فيما اصيب لاعب الوسط كريستيان نوبوا (دينامو موسكو الروسي) لاصابته في فخذه الايمن. سجلت الاكوادور 20 هدفا فقط في 16 مباراة ضمن تصفيات اميركا الجنوبية وسويسرا 17 في 10 مباريات في تصفيات اوروبا لذا لا يتوقع ان تشهد مواجهتهما اهدافا كثيرة على ملعب ناسيونال في العاصمة البرازيلية.
فرنسا × هندوراس
يستهل المنتخب الفرنسي مشواره لمحو فضيحة مدينة نايسنا 2010 بمواجهة هندوراس ويبدولاعبو المنتخب الازرق مصممين على تلميع الصورة بعد المشوار الكارثي في مونديال جنوب افريقيا عندما فشلت في تحقيق ولو فوز واحد ودخل لاعبوها في اضراب عن التدريبات بسبب مشاكل بين اللاعبين والمدرب ريمون دومينيك ووسائل الاعلام. تعاقدالاتحاد الفرنسي مع نجميه السابقين المتوجين باللقب العالمي عام 1998 لوران بلان بعد المونديال وديدييه ديشان بعد كأس اوروبا 2012 ونجح الاخير الى حد كبير في اعادة اللحمة والانسجام والقتالية والروح الوطنية، وظهر ذلك جليا في مباريات التصفيات وتحديدا اياب الدور الفاصل امام اوكرانيا. كما ظهر ذلك في المباريات الاعدادية للمونديال واخرها امام جامايكا الاحد الماضي عندما حققت فوزا كاسحا 8-صفر، وأظهر اللاعبون انسجاما كبيرا من خلال الاحتفال بالاهداف مع لاعبي دكة البدلاء والجهازين الفني والطبي موجهين رسائل الى الجماهير على انهم اكثر تصميما للظهور بوجه مشرف خاصة اولئك الذين كانوا سببا في الفضيحة قبل 4 اعوام في مقدمتهم باتريس ايفرا. لكن فرنسا ستخوض العرس العالمي في غياب نجمها مهاجم بايرن ميونيخ الالماني فرانك ريبيري حيث تلقت ضربة موجعة قبل ايام قليلة من المونديال بانسحابه لعدم تعافيه من اصابة في اسفل الظهر، ما اعتبر خسارة كبيرة بالتأكيد بالنظر الى القيمة الفنية والدور الكبير الذي لعبه في التصفيات. لكن ديشان يملك تشكيلة متوازنة بقيادة مهاجم ريال مدريد الاسباني كريم بنزيمة وايفرا، واغلب عناصرها من الشباب الذين يملكون فرصة التألق ولعب دور طلائعي في المونديال خاصة النجم الصاعد والواعد ليوفنتوس الايطالي بول بوغبا ولاعب وسط باريس سان جرمان بليز ماتويدي وزميله في نادي العاصمة يوهان كاباي ومهاجم ارسنال الانكليزي اوليفييه جيرو ومدافع الناديالملكي رافايل فاران. وأبلت هندوراس البلاء الحسن في التصفيات وحجزت بطاقتها المباشرة خلف الولايات المتحدة وكوستاريكا وامام المكسيك علما بانها تغلبت على الاخيرة على ملعب الازتيكوباتت اول منتخب زائر يفوز على المكسيك في عقر دارها منذ عام 2001. لم يأت تألق هندوراس من فراغ فهي تملك منتخبا شابا قويا وجه انذارا شديد اللهجة الى المنافسين قبل عامين في دورة الالعاب الاولمبية عندما بلغ الدور ربع النهائي. وتمني هندوراس النفس بنقل تألقها في الاولمبيادوالتصفيات الى النهائيات التي تخوضها للمرة الثالثة بعد عامي 1982 و2010 وترصد فوزها الاول في تاريخ العرس الكروي العالمي بتشكيلة تعتمد على مجموعة من المواهب الشابة.
الأرجنتين × البوسنة
ستسعى الارجنتين لاظهار أسلحتها الهجومية المتعددة والموجودة في تشكيلتها عندما تبدأ مشوارها في كأس العالم بمواجهة البوسنة التي تلعب في النهائيات للمرة الأولى. وسيتقابل الفريقان على استاد ماراكانا الذي يستضيف المباراة النهائية يوم 13 يوليو القادم عندما يتطلع ليونيل ميسي ورفاقه للعودة الى نفس الملعب وقيادة الارجنتين للقبها العالمي الثالث.
ورفع ميسي رصيده الى 38 هدفا مع الارجنتين في مباراة ودية الأسبوع الماضي أمام سلوفينيا والتي يتشابه أسلوب لعبها مع البوسنة.
ويرغب ميسي في التغلب على النحس المصاحب له في كأس العالم بعدما سجل هدفا واحدا في نهائيات 2006 بينما لم يعرف الطريق الى الشباك في البطولة السابقة قبل أربع سنوات في جنوب افريقيا, ويبدو ميسي في حالة جيدة قبل البطولة بعد موسم متقلب شهد اصابته في عضلات الفخذ الخلفية اضافة لعدد أقل من الأهداف بعدما هز الشباك ثلاث مرات فقط مع الارجنتين مقابل 13 هدفا بين يونيو و2012 ويونيو 2013.
وفي غياب ميسي فازت الارجنتين 2-صفر على البوسنة بفضل هدفين من سيرجيو اجويرو في نوفمبر الماضي لكن الفريق يملك دفاعا متوسطا مقارنة بمواهبه الهجومية المتعددة الارجنتين في كامل قوتها أمام البوسنة في مجموعة تضم أيضا, ويشتهر صفوت سوشيتش مدرب البوسنة بعشقه للعب الهجومي لكن من المرجح ان يستعين بتشكيلة متحفظة في مواجهة الارجنتين مع الدفع بجيكو بمفرده في الهجوم ومن ورائه خمسة في خط الوسط.
وبعد التأهل الى نهائيات بطولة كبرى للمرة الأولى كدولة مستقلة لم تكن البوسنة لتواجه بداية أصعب من هذه في مستهل مشوار كأس العالم.