أقامت سفارة الجمهورية اليمنية في المملكة فعالية احتفائية، تم فيها تكريم عدد من الشخصيات السعودية من الكتاب والصحفيين السعوديين الذين أسهموا بكتاباتهم في التعريف بقضايا اليمن، وكذا عدد من أصحاب المواقف المتميزة مع اليمن.
وقد بدأت الفعالية بآي من الذكر الحكيم، ثم ألقى سعادة القائم بأعمال السفارة اليمنية السفير محمد بن عبد العزيز المذحجي كلمة، رحب في مستهلها بالحضور، وقال مخاطباً المكرمين: إننا حين نكرمكم فإننا نكرم أنفسنا أولاً؛ فأنتم فوق كل تكريم، وما قدمتموه أكبر من أي احتفاء، وقد جسدتم بمواقفكم وفاء الانتماء لتاريخكم.
مشيراً إلى أن أبناء الجزيرة العربية عبر تاريخهم كانوا صناع فعل واحد وحملة راية واحدة، وقد دون التاريخ في أنصع صفحاته ما تركوه من مآثر في أصقاع الدنيا.
وأوضح في كلمته أن العلاقات بين اليمن والمملكة، وبفضل جهود فخامة الرئيس عبدربه منصور وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وصلت إلى آفاق غير مسبوقة من التعاون والتكامل، وهو ما يضع المثقفين من أبناء البلدين أمام مسؤولية تاريخية في تعزيز التواصل الثقافي والاجتماعي بين الشعبين الشقيقين في المملكة واليمن.
واختتم كلمته بشكر أبناء اليمن للمملكة ملكاً وحكومة وشعباً على كل ما قدموه ويقدمونه لأشقائهم في الجمهورية اليمنية، وبخاصة في ظرف مرت به اليمن، وعرفت فيه المواقف الصادقة للمملكة، وحرصها على استقرار اليمن ووحدته.
ثم ألقى معالي الدكتور حمد بن عبد الله المانع كلمة، أشار في مستهلها إلى أن أبناء الجزيرة العربية يظلون وجداناً ثقافياً واحداً، وما يجمعهم أشمل وأوسع من أن يحاط به. واستعرض عدداً من المحطات والتجارب التي مر بها أثناء عمله وزيراً للصحة في المملكة، والمشاريع المشتركة بين المملكة واليمن في مكافحة العديد من الأمراض، مؤكداً أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كانت تقضي بتقديم الدعم الكامل لليمن لتمكينه من تجاوز الأمراض المستوطنة مثل الملاريا، بنفس الجهد والإمكانات التي بُذلت في المملكة؛ ما مكن بفضل الله من إعلان الجزيرة العربية خالية من وباء الملاريا.
ودعا الدكتور المانع في كلمته إلى استيعاب اليمن ضمن المنظومة الخليجية، وأنه قد آن الأوان أن يأخذ اليمن مكانه بين أشقائه لما فيه مصلحة الجميع.
تلا ذلك كلمة المكرمين، ألقاها ماجد بن عبد المحسن الحكير، التي بدأها مؤكداً أن ما يقدمه أي من أبناء المملكة لليمن لا يرتقي إلى مستوى الواجب الأخوي والأخلاقي لليمن لأشقائهم، ولا يعكس في نفس الوقت ما يكنه أبناء المملكة من حب لهذا الجزء العزيز والغالي من وطنهم العربي، مستشهداً بما قاله خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - من أن اليمن أصل العرب، وكل عربي ينتمي إليه.
وأشار في كلمته إلى ما يختزنه كل سعودي في ذاكرته عن دور وجهد اليمنيين في المراحل الأولى لبناء النهضة التي تشهدها المملكة، وكان اليمنيون أصحاب الجهد الأساسي الذي قامت عليه حركة البناء والتعمير، مستشهداً بتجربتهم الذاتية في مجموعة الحكير مع العمالة اليمنية.
وشكر في ختام كلمته مبادرة السفارة على إقامة هذا التكريم الذي يعكس وفاء العرب النبيل بشكر المعروف، حتى وإن كان من قام به لا يعفى من أدائه.
ثم ألقى الشاب محمد بن عبد الله باوزير كلمة، أشار فيها إلى أنه وغيره من آلاف اليمنيين الذين وُلدوا وترعرعوا في المملكة لم يشعروا في يوم من الأيام بأنهم في غربة أو في غير وطنهم؛ إذ يتلقون التعليم في مدارس المملكة، شأنهم شأن أي مواطن سعودي، ناهيك عن واحدية الثقافة والعادات والتقاليد الواحدة، وليست المشتركة.
كما ألقى اللواء عبد الله بن عبد الكريم السعدون عضو مجلس الشورى كلمة، استعرض فيها تجربته من بداية الثمانينيات من القرن الميلادي المنصرم إبان عمله طياراً ضمن التعاون العسكري بين المملكة واليمن، مدرباً للطيارين اليمنيين، وكيف تعرف على اليمن في تلك الحقبة، وأنه عاد إلى صنعاء بعد 30 عاماً ليجدها قد ازدحمت وشاخت، شأنها شأن حميدة صاحبة المطعم التي عرفها خلال وجوده السابق، ووجدها هي الأخرى قد شاخت؛ ما حدا به إلى كتابة مقالته المعنونة بـ»خوفي عليك وخوفي منك يا يمن».
وتطرق السعدون في كلمته إلى الحكمة اليمانية التي تجلت في مؤتمر الحوار، وكان له فرصة الاطلاع عن قرب على مجريات الحوار، مؤكداً أن اليمن بهذه الحكمة سيتجاوز كل كبواته؛ ليكون مهيًّأ لدخول مجلس التعاون كجزء من العمق الجغرافي والسكاني في المنطقة.
وفي نهاية الاحتفال قام سعادة القائم بالأعمال اليمني السفير محمد بن عبد العزيز المذحجي، ومعه سعادة الملحق العسكري اليمني زيد الأكوع والزميل فيصل محمد العواضي عضو اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، بتسليم دروع التكريم.
وضمت قائمة المكرَّمين عدداً من الشخصيات، منهم معالي الدكتور حمد المانع واللواء عبد الله السعدون والدكتور عبد الرحمن الشبيلي والدكتور فهد العرابي الحارثي والزميل جاسر بن عبد العزيز الجاسر والدكتور أحمد الزيلعي والشيخ عبد المحسن الحكير والدكتور عبد الرحمن الزامل والندوة العالمية للشباب الإسلامي ومركز حمد الجاسر الثقافي، وغيرهم.