إنَّ الموت علينا حق، ولله الحمد والشكر على كل حال، قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}. ففي فجر يوم السبت الموافق 2 شعبان 1435هـ وإذا برسائل التواصل الاجتماعي وهي تتناقل خبراً هزَّ محافظة البدائع، وجعلها يخيم عليها الحزن بوفاة المربي الفاضل الأستاذ عبدالله سالم موزير المطيري وابنته الجامعية، أثر حادث مروري بالقرب من محافظة البدائع. صبراً آل موزير فإن الله تعالى مع الصابرين، قال تعالى: {وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}. قبل ما يقارب ثلاثة أشهر فقد الأستاذ عبدالله ابنه البكر سالم بحادث مروري، وكان ذاك الشبل من ذلك الأسد، وكان والده ووالدته نعم الصابرين المحتسبين وخصوصاً على شاب يتميز بالأخلاق الحميدة كما هي باقي أسرته الكريمة، ومن ثم تفجع الأسرة الغالية بوفاة الأستاذة الفاضلة زوجة الأخ العزيز علي سالم المطيري أثر ولادة. كانت -رحمها الله- تعمل مع إحدى الأخوات في المدرسة الخامسة بالبدائع ووجدت دموع أختي تنهال وحزينة عليها وقالت: عملت معها عاماً فوجدت منها حسن المعاملة، وأسأل الله أن تكون من الشهداء.
صبراً آل موزير فإن لكم المحبة من الله بصبركم، فقد جاء عنه عليه السلام: (إن عظم الجزاء من عظم البلاء، وأن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم..). وما هي إلا أيام ونفقد الأخ العزيز الغالي أبو سالم وابنته الجامعية وزوجته، فجعنا بهذا الخبر وكيف لا نفجع ولا تدمع العيون ولا تحزن القلوب على مثل هذا الرجل الذي عرفته وعرفت أسرته الكريمة التي اشتهر عنها كل خير وخصوصاً الأخلاق الحميدة، الأستاذ عبدالله رجل عصامي وعرف عنه البر بوالديه -حفظهما الله- حريصاً على صلة الرحم بأبيه، دائماً ما أجده مفتوحاً للضيوف، صاحب طاعة حينما ينادي المنادي لصلاة تجده أول من يلبي النداء، يخرج من بيته ماشياً إلى المسجد ومعه أولاده لا تسمع عنه إلا كل خير. وجميع من عمل معهم يشهدون له بذلك. زرع الله حبه في كل من عرفه، وخير شاهد على ذلك الأعداد الكبيرة التي حضرت صلاة الجنازة، وحرص الجميع على المشاركة بالدفن رغم حرارة الجو. رحمك الله يا أبو سالم ورحم الله ابنتك التي وجدت لها تغريدات تدل على محبتها للجميع ودعاها المستمر لأخيها، ورحم الله زوجتك أم سالم تلك الزوجة المحبة لأسرتها، التي ما هي إلا ساعات بعد وفاة رفيق دربها وابنتها الغالية عليها تنتقل معهما بإذن الله تعالى إلى جنات النعيم، ودائماً كنت مؤمناً بالمقولة المشهورة (وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة)، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال عليه الصلاة والسلام: (أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة). رسالة إلى أولاد العزيز الغالي الأستاذ عبدالله: رحم الله والديكم وأخاكم وأختكم، وهنيئاً لكم سيرتهم العطرة. نعم قد تكون التهنئة والحزن بينهما تضاد وأقول جميعاً نحن نحزن على فراق الغالين علينا ولكن إذا تذكرنا سيرتهم العطرة نفرح ونحمد الله على تلك الخاتمة الجميلة لهم التي شهد بها الجميع، وقال عليه السلام: (أنتم شهداء الله في أرضه)، رحكم الله تعالى جميعاً يا من فقدناكم، وبإذن الله أنكم في جنات النعيم، وأعان الله الجميع على فراقكم. ومعذرة لكم فإن حروفي وكلماتي لا توفيكم حقكم وأفعالكم وسيرتكم الجميلة أكبر بكثير من هذا المقال.