في ذكرى الصديق: محمد السليمان المرزوقي - رحمه الله.
يا راحلاً ومناه جنة الخلد
أبشر فأنت من الرحمن في عهد
أنت الشهيد الذي حقّت شهادته
صبرت مما بلاك الله بالحمد
عايشت دنياك لا تعدو على أحدٍ
وما بقلبك للإخوان من حقد
عايشت دنياك عز النفس تمنحها
لا تشتكي أسفاً تمضي على جهد
والناس في الأرض عنوان تحس به
عن قيمة المرء من ذمٍ ومن حمد
أبو سليمان حمدٌ ما ألم به
أجر الشهادة قد وافاه عن قصد
ما مات من سيرة الإحسان ديدنه
ومن نرى همه للخير يستجدي
ما ضاع صوتك بالأذان ترفعه
«الله أكبر» تحيي عالم السعدي
وجدي عليك بعالي الصوت أرفعه
إن كان يُشفي بما قد حل بي وجدي
ويا فقيداً أصاب القلب في هلعٍ
ذكراك تمحو مصاب القلب بالفقد
أنت الصديق الذي تبقى صداقته
والموت يحيى به ما كان من عهد
وأنت نعم أبٌ طابت أبوته
فيك البشاشةُ من قرب ومن بعد
في ذمة الله ما أديت من عمل
ترجو الثواب وترجو غاية الرشد
ما كنت تحسب للدنيا مناقبها
إلا لطاعة رب العرش في الزهد
فليهنأ الأهلُ في ذكرى معطرة
تقيهمُ عاديات الجذب والشد
عل المرازيق لما خر نجمهم
يمضون في عهده بالجَد والجِد
أم أنه البدر يعلو نوره سلفا
قد غاب عنا فويل لي من الشهد
جاورت ربك أكرمها مجاورةً
فارقد سليماً معافى من ضنى الجهد
في روضة قد أعدت للأُلى رهنوا
حياتهم في رجاء الواحد الفرد