Friday 13/06/2014 Issue 15233 الجمعة 15 شعبان 1435 العدد

تنافس محموم على رسم جداريات اللاعبين في إيطاليا

إيطاليا - سهيلة طيبي:

يشهد فن الرسم على الجدران في إيطاليا هذه الأيام تنافساً محموماً بين العديد من المبدعين في هذا المجال، وقد نال حظوة واسعة خصوصاً في أوساط الشباب, حتى تحول إلى فن شعبي رائج من خلال التنافس على رسم جداريات تجسّد مختلف أنشطة الحياة الرياضية الإيطالية والعالمية.. وقد أصبح محترفو هذا الفن يحتفون بشكل شبه متواصل بعناصر عالمية وإيطالية في رياضات شتى ولا سيما من نجوم كرة القدم.

إذ يلحظ المرء وهو يتجول في شوارع إيطاليا انتشار اللوحات المرسومة على الجدران، بمثابة المعارض المنتصبة على قارعة الطريق، وهي مرسومة بشكل متقن في مواقع عدة, وتتضمن العديد من مشاهد لأبطال كرة القدم.. ولم يقتصر الفنانون الهواة على رسم الرياضيين بل وجدت كذلك رسوم كبار الشخصيات، مثل مانديلا وتشي غيفارا ومارتن لوثر كينغ والمهاتما غاندي، مكاناً لها ضمن هذه الموجة.. وقد حظيت معظم الرسوم الجدارية بقبول حسن لدى السكان، لما تضمنته من مهارة في الإنجاز وبراعة عالية، إلا أن جدارية لاعب روما الشهير فرانشيسكو توتي المرسومة على سور «مدرسة باسكوالي» التي ارتادها وهو صبي، بحي بسان جوفاني في قلب العاصمة والبالغ طولها أكثر من عشرة أمتار، كانت الأكثر انتقاداً وتعليقاً، في الأوساط الشبابية والعامة على حد سواء.. فالمدرسة تقع في الحي الذي نشأ فيه توتي وشبّ، وقد تحول المكان إلى محجّ يرتاده الكثير من مشجعي ومعجبي فريق روما، بسبب الرسم الضخم المعروض على جدار المدرسة.. كما أن المدرسة تقع قبالة مدرسة تاريخية أخرى، وهي مدرسة رامولا لكرة القدم التي خطا فيها قائد فريق روما أولى خطواته كلاعب.

نال العمل الفني المذكور ترخيصاً من البلدية وحظي بموافقة قائد فريق روما.. وأثناء زيارتنا لموضع الرسم وجدنا حشداً من مختلف الأعمار، أطفال وشبان وكهول يتهافتون على المكان من أجل التقاط صور تذكارية.. هذا عمل جميل ورائع يردد مجمل الشبان الذين صرحوا لنا بأنهم حضروا من أجل لحظات تذكارية، بعدما شاع الخبر على شبكات التواصل الاجتماعي.

كما عبرت لنا كلٌ من فيديريكا وتامارا عن إعجابهما باللاعب فرانشيسكو توتي، رمز كرة القدم الإيطالية ومحبوب جماهير مدينة روما.

إلا أن هذا الرسم، وبالرغم مما أثاره من حماس بين مناصري فريق روما، إلا أنه أثار حفيظة مشجعي فريق لاتسيو، الغريم المنافس لفريق روما داخل المدينة العتيقة.. حيث صرح لنا أنصار من فريق لاتسيو أن رسم توتي الذي بات محجّا للعديد يمثّل شقاً من سكان المدينة لا كل المدينة، وهو ابتزاز وكسب للأنصار بطريقة دعائية رخيصة وليس اعتزازاً بفريق روما كما يروج.. وهو أمر لا يقلل من كون فريق لاتسيو فريق عتيد وعريق يستحق التكريم بأشكال شتى، وهو ما عبّر عنه إدواردو وروزانا وباربرا من مناصري فريق لاتسيو لكرة القدم.

أمام هذا السيل من الانتقادات لرسم توتي قال ستيفانو أنتونيللي، وهو فنان غرافيت ورسام على الجدران، إن الفن أساسه الموضوعية والإمتاع وليس غايته تجييش الناس، حيث ينبغي أن ننظر إلى هذا الرسم وغيره من زاوية السعي لتكريم وتخليد الشخصيات الإيجابية التي تُعتبر رمزاً لإيطاليا وللعالم، ويضيف: أقدّر أن قائد فريق روما من بين الشخصيات البارزة التي أثّرت تأثيراً إيجابياً في كرة القدم الإيطالية.

من جانب آخر انفردت مدينة نابولي في رسومها على الجدران مقارنة بمدن أخرى، ولا سيما عبر تكريمها لأسطورة كرة القدم واللاعب السابق في فريق نابولي، دياغو مارادونا، حيث ارتبط اسمه بفريق المدينة.. فأنت تتجول في شوارع نابولي تجلبك رسوم ومحاريب على غرار ما يُخصص للقديسين والقديسات في الشوارع خصصت لمارادونا، الذي رغم مرور السنوات على مغادرته الفريق بقي حياً في ذاكرة النابوليتانيين.

قال لنا أحد مشجعي فريق نابولي: لم نكتف برسم صورة مارادونا على الجدار بل قمنا بإعداد تمثال له، كما لا تخلو بيوت الأهالي من صوره أو تماثيله، فهو دائما معنا مثل القديس سان جنارو حامي نابولي وراعيها.. وتُعد أشهر جدارية لدياغو مارادونا تلك التي رسمها الفنان الغرافيتي رافو وهو أستاذ من خريجي أكاديمية الفنون الجميلة.. كما صادفنا أثناء تجوالنا في المدينة جدارية للثلاثي كوفاني ولافيتزي وهامسيك في ساحة دانتي الشهيرة وسط المدينة، فلا يزال هؤلاء اللاعبون يحتفظون بمكانة خاصة في قلوب محبيهم.

وبالمثل تحرك في شمال إيطاليا أنصار فريق ميلان وأنجزوا رسوماً للجوهرة السوداء ماريو بالوتيللي في فيالي كابريلي بالقرب من ملعب سان سيرو، وليس بعيداً عن صوره نجد صورة هائلة بمثابة الكاريكاتير تشمل كوكبة من اللاعبين لميسي وروني وكريستيانو ورولاندينو.

والجدير بالذكر أنه ضمن هذه الموجة من التصوير التي تجتاح إيطاليا تم رسم البابا فرانسيس في حي شانتوشالي في روما على شاكلة سوبرمان، إلا أن السلطات البلدية سارعت إلى محو الرسم كما أكدت لنا موظفة من البلدية آثرت عدم ذكر اسمها.

موضوعات أخرى