اكتملت فصول القصة, وانفض الجمع في ذلك المساء الأزرق الحزين بعد أن نال الترقب والتوجس أعلى درجاته بين أوساط الجمع الهلالي الغفير فيما يعرف بملف (القيادة الفنية) لشاغل الناس ومالئ الدنيا ضجيجاً وصخباً كعادته نعني بذلك نادي الهلال نادي القرن كيف لا وهو الوحيد الذي باستطاعته أن يحرك مجاديف الساحة الرياضية الراكدة كعادتها في مثل هذه الأوقات من كل عام وهو الوقت الذي يخيم فيه الهدوء على الساحة جراء توقف المسابقات الرياضية.
أخيراً مصير المدرب الوطني سامي الجابر الذي تصبغ بعشق الزعيم لاعباً وإدارياً وآخرها مدرباً ولموسم واحد اختلف عليه الجميع بين مؤيد وبين معارض، وإن كان تيار التأييد هو بحق الطاغي إلا أن صناع القرار داخل النادي الملكي كانت لهم باتخاذ قرار الموسم بإقالة المدرب ومعشوق الجماهير الزرقاء الكوتش سامي الجابر لما رأوه في مصلحة الزعيم رددت بعدها الجماهير بحسرة وألم «أضاعوك وأي فتىً أضاعوا يا سامي»!!.
ولو عدنا إلى الوراء قليلاً ونظرنا لما قدمه الجابر فنياً وبحسبة رياضية بسيطة فإن المدرب الجابر لم يعط الفرصة كاملةً كما أعطيت لغيره من المدربين العالميين بل إنه وبناء على المدة الفنية ومعطياتها والتي قدمها الجابر خلال تجربته الأولى توجب على أقل تقدير منحه الفرصة لموسم آخر كي تؤتي خططه أكلها والدليل على ذلك تصاعد المستويات بنهاية الموسم الكروي الفائت متوجاً ذلك بتأهله للأدوار المتقدمة من الاستحقاق الآسيوي التي أجزم بأنه قريب من تحقيقها.
من عايش الساحة الرياضية في الأيام الفائتة التي تلت نهاية الموسم الرياضي فبحق لن يجد ما يطغى عليها سوى خبر القيادة الفنية للفريق الهلالي، وبالكاد تقرأ وتسمع وتشاهد أي خبر رياضي يخص أي فريق آخر سوى تلك القضية التي انتهت فصولها ولم تنته تراكماتها وتأثيراتها على الساحة ككل.
من هنا يبدو لزاماً على كافة الجماهير الزرقاء الوقوف مع كيانها وليس مع الأفراد، كما أنه حق مشروع لها ألا تنسى مؤازرة ومساندة رموزها الذين تعاقبوا على الفريق، وهذا يعتبر من باب الوفاء ومنهم المدرب القدير سامي الجابر فربما يعود جابر عثراتهم أقوى من أي وقتً مضى ويعود بالتالي على رأس الهرم الفني للفريق من جديد ليحقق أحلامه وأحلامهم على حد سواء وهذا بالطبع ليس ببعيد.
فاصلة:
لا خوف على «الزعيم» طالما هناك رجال يعملون على تحقيق طموحات محبيه وعشاقه بمؤازرة وتكاتف جماهيره في كل مكان.