أكتب هنا عدداً من الملاحظات التي تحكي عن الواقع المرير لرياضتنا في كثير من أندية المناطق التي يفترض أنه تمثل القاعدة العريضة لرياضة الوطن وإنتاج المواهب، وتغذي المنتخبات، وأندية الممتاز والأولي، لا أن تعتمد هي على المنسقين والرجيع ولاعبي الأرشيف من الممتاز والدرجة الأولي بطريقة عكسية، حيث إن هنالك أكثر من (122) نادياً، ينتسب إليها بالكشوف في جميع الألعاب والدرجات حوالي (45) ألف لاعب، والسؤال هل كل هذا العدد الكبير من الأندية واللاعبين وهذه الحركة الرياضية والأموال المصرفة والجهود المبذولة والتمارين والمسابقات والمنافسات والجداول والمدربين والإداريين والحكام، غير قادرة على أنجاب (25) لاعباً من كل درجة سنوياً للمنتخبات الوطنية بالفئات السنية والألعاب المختلفة؟!.. وهل هنالك دليل قاطع أكبر من هذا الدليل على أن الغالبية من هذه الأندية (جعجعة بلا طحين) وأنها كيانات محنطه في محطة مكانك سر، تخلت عن رسالتها وعن العمل والتصنيع واتجهت إلى المنسقين والتجميع من منتهي الصلاحية.. وهي تعيش تخبطاً وفوضى إدارية وفنية وارتجالاً وإهمالاً وأهدراً للجهود والوقت والنقود ودفن المواهب؟!.
أيها السادة أكتب إليكم من هناك من ساحات الواقع المرير والمستقبل الضرير من الكواليس المظلمة حيث لا إعلام ولا اهتمام ولا فكر ولا عمل ولا منطق ولا حسيب ولا رقيب، ولا متابعة ولا نظام ولا تنظيم، إلا على الورق، فقط.. أكتب إليكم ما يحدث في الغالبية العظمى من أندية الوطن بالدرجة الثانية والثالثة، هل يعلم المسؤول العزيز بالرئاسة أن هذه الأندية أصبحت عبارة عن سوق سوداء للمتاجرة والبيع والشراء وإبرام الصفقات واستقطاب اللاعبين من مختلف المناطق بطريقة غبية وغير منطقية ومخالفة للوائح والأنظمة ومخالفه لطبيعة البناء السليم بدون حسيب ولا رقيب؟ّ.. فهل من المعقول والمقبول أن يترك الحبل على الغارب لكل من هب ودب ليعبث في رياضتنا ومقدرات الأندية بحرية كاملة وصلاحيات مفتوحة رغم أن التجاوزات والتلاعب الموجود يصل إلى حد هدم الرياضة، (جهاراً نهاراً) حيث تبرم صفقات (احتراف خارج اللوائح) (نتائجها هزائم وفشل وإهدار أموال الأندية ودفن للمواهب في مهدها)؟.. وهل من المعقول أن يصل الاستهتار والتسيب إلى درجة أن يقوم أداري متعاون غير مسؤول رسمياً، أو رئيس غير مدرك أو أداري مجتهد أو مدرب متعاقد في ناد ريفي درجة ثالثة أو درجة ثانية (ليس لديه احتراف) باستقطاب من (16) إلى (20) لاعباً سنوياً من كبار السن المنسقين أو من حواري مكة وجدة والمدينة والرياض بمبالغ مجهولة وغير معلنة وغير رسمية وخارج الأنظمة واللوائح!؟ بطريقة تثير الشكوك حيث إن هذه الصفقات بدون علم الرئاسة وبدون نظام وبطريقة تفتح كل أبواب التلاعب والسمسرة والصفقات الفاشلة حيث إن أي لاعب يستطيع التوقيع ويقبض مبالغ ويعود إلى المنطقة التي قدم منها، أو يدعي الإصابة أو يتفق مع من قام باستقطابه على طريقة (الشرط أربعون) ونظراً لما تسببه هذه الطريقة من أكل أموال الأنددي بالباطل وتعطيل قدرات الأندية الذاتية وحرمان أبناء المنطقة التي يوجد بها النادي من تمثيل أنديتهم وإعادة المنسقين وكبار السن على حساب المواهب الشابة من أهم مشاكلنا بالرياضة حيث لا أحد يريد العمل والبناء والتخطيط، وهذا ما يستنزف من أموال الأندية، الريفية بالمناطق ما يقارب (40) مليون ريال على مستوى المملكة تصرف (من خلف الكواليس على صفقات الحظ التعيس).. وبصفة هذه الصفقات غير نظامية وتدمر الرياضة بإعادة اكتشاف وتأهيل من تم تنسيقهم من أندية الممتاز والدرجة الأولي بسبب كبر السن أو سوء السلوك أعدم الالتزام والجدية، وحرمان الأجيال الشابة من فرصة تمثيل الأندية، وإذا لم تتم إتاحة الفرصة للناشئين والشباب في أندية الدرجة الثانية والثالثة فأين تتاح لهم الفرصة؟.. وإذا كانت أندية الدرجة الثانية والثالثة تستقطب لاعبين من خارج المنطقة من المنسقين، ولاعبي الحواري الكبار بالسن كيف تتطور كرة القدم وكيف نوسع القاعدة وكيف يكون لدينا نجوم ومواهب والأندية التي من المفروض أنها هي المكان الخصب لإنتاج المواهب الشابة تتخلى عن رسالتها باحتضان الناشئين والشباب وتشجيعهم وتعود إلى أرشيف المنسقين من أندية الممتاز والأولي الذي توقف مستواهم عند حد معين. فالمنسق من هذه الأندية يستمر بعد تنسيقه لمدة تصل إلى (5) سنوات (يمارس دور الرحالة ابن بطوطا) يتنقل من ناد إلى ناد وكل عام صفقة وسمسرة ومقلب ومطب جديد لناد جديد (كما أن غالبية أندية الدرجة الثانية والثالثة من كثرة القادمون المغادرين تتحول إلى ما يشبه محطة النقل الجماعي في مواسم الحج والعمرة خاصة قبل الدوري بأسبوع أو عشرة أيام).. والسؤال ألا يحق لنا أمام كل هذا العبث والتلاعب وإهدار المال والجهد والوقت في إبرام هذه الصفقات العبثية والفاشلة وغير النظامية والتي تخالف طبيعة البناء الحقيقي أن نقول وبصوت مرتفع (من هو المسؤول وأين الرقيب والمتابعة واللوائح والأنظمة والتخطيط والبناء يا رعاية الشباب)؟.
ملاحظة: تخسر أندية المناطق على مستوى المملكة، مقابل هذه الصفقات غير النظامية والمخالفة للوائح ولطبيعة البناء الحقيقي حوالي (40) مليون ريال سنوياً وتحرم أكثر من (854) لاعباً شاباً من فرصة الظهور والبروز بسبب استقطاب المنسقين (من رجيع الممتاز والأولي والحواري)، وهذا هدم للرياضة وعبث بالمال العام بدون ضوابط وبدون علم الرئاسة وقتل للمواهب الشابة ومنح الفرصة لكبار السن من المنسقين والمفلسين، وتذهب الأموال إلى جيب أرباع وأنصاف اللاعبين وبطون السماسرة، ومنذ، (20) سنة والحال هو الحال، وأصبحت بعض أندية المناطق (أداريين نائمين) + (تجميع منسقين) + (سماسرة منتفعين)= (جعجعة بلا طحين)، وأصبح أكثر من 95% من أندية المناطق عبارة عن جماهير تتألم وإدارات لا تتعلم، ومستويات بالية، ومدرجات خالية.