اطلعت على ما كتبه الأخ خالد عبد الله آل تويم في صفحة (عزيزتي الجزيرة) يوم الأربعاء الموافق 13 شعبان 1435هـ، والذي تناول في مقاله (معاناته) مع شركة الغاز، وأحب أن أعلق على ما ذكر قائلاً: «إن شركة الغاز الوطنية» أنشئت قبل عدة عقود وكان عدد سكان المملكة في ذلك الوقت والمقيمين فيها لا يتجاوز الخمسة ملايين مواطن ومقيم، وقد أدت دورها الكبير في تلك الفترة وما بعدها حتى يومنا هذا، ولكن مع اتساع مدن وقرى المملكة وتضاعف عدد السكان والمقيمين إلى ما يقارب الـ30 مليون نسمة، فإنه ورغم ما تقوم به الشركة من مضاعفة جهودها في السنوات الأخيرة وتكثيف أعمالها ونشاطها، إلا أنها لم تعد تستطيع تلبية الطلبات على هذه السلعة الهامة في حياة الناس وحاجتهم من الغاز في الأوقات المحددة!
لقد كان معظم الناس أو جميعهم يستخدمون الاسطوانات الصغيرة ذات الـ25 رطلاً والكبيرة ذات الـ50 رطلاً، وكانوا يشترونها أو يستبدلونها من نقاط التوزيع في الأحياء وبعض الشوارع العامة بجهد ذاتي، ومع تطور الحياة وتمدد المدن وكثرة السكان وانتشار العمائر والفلل والقصور، قدمت الشركة اسطوانات كبيرة على شكل خزانات كبيرة للمنازل والقصور والفلل، من أجل راحة الناس واستخدام الغاز لفترات طويلة قد تزيد عن العام حتى ينفد ما بداخلها، ولكن مع التوسع الكبير في السكن وزيادة كثافة السكان والمقيمين، أصبحت الشركة، لا أقول عاجزة عن تلبية الطلبات ولا مقصرة، ولكنها لا تستطيع تغطية كثافة الطلبات لتعبئة خزانات المنازل من خلال مواعيدها الطويلة التي تجعل البعض يعود مرة أخرى للاستعانة بالإسطوانات الصغيرة من خلال نقاط البيع، حتى تحين مواعيد تعبئة خزاناتهم والتي تزيد على الأسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، كما أن معاناتهم ليست محصورة في الانتظار فقط بل بالاتصال بالشركة والتي يمكث المشترك عدة ساعات إن لم تكن أياماً للوصول إلى (سنترال) الشركة لأخذ موعد لتعبئة خزانه!
إنّ الحل الناجح والمناسب لعلاج هذه المشكلة يتمثل في إيجاد أكثر من شركة غاز من أجل (التنافس) فيما بينها لتقديم الخدمة المناسبة وكسب رضا الناس في أسرع وقت بدلاً من هذا الانتظار الطويل على غرار شركات الاتصالات، فحين كان لدينا شركة اتصالات واحدة كان يوجد عليها ضغط مستمر ومواعيد، وبعد دخول شركات أخرى إلى السوق السعودي شاهدنا السرعة في الخدمات والتنافس فيما بينها لكسب رضا أكبر شريحة من المواطنين والمقيمين، وبذلك تم حل مشكلة الاتصالات والآن الدور على شركة الغاز، فماذا لو كان لدينا أكثر من شركة غاز تتوزع على مناطق المملكة ويكون التنافس بينها في سرعة تقديم الخدمات المميزة للمشتركين.
أجزم أنه لو تم تأسيس عدد من شركات الغاز الجديدة، فإن العبء سيخف على شركة الغاز الوطنية وأن تلبية الحصول على الغاز ستكون سهلة وميسرة للجميع. ولن يكون هناك انتظار ممل فالغاز أحد أهم (شرايين) الحياة والحاجة إليه يومية في المنازل والمطاعم وغيرها، فقد آن الأوان لإنشاء شركة غاز جديدة مع عدم الإغفال وتقديم الشكر للشركة الوطنية للغاز التي أدت دورها مضاعفاً طوال العقود الماضية.
إن التنافس في الاتصالات عالج مشكلة الاتصالات بوجود عدد من الشركات، وأجزم أنه لو حدث ذلك في الغاز والكهرباء والمياه أيضاً، فإن جميع المشاكل سيتم حلها لسبب التنافس بين الشركات لإرضاء زبائنها.