نعم إن بين التخرج ومناسبة التقاعد سنوات... ثلاثون، خمس وثلاثون أو أربعون سنة مرت كطيف مسرع أو كالبرق الخاطف كأنها يوم وليلة أو عشية وضحاها...!!! هذه هي الدنيا تمر السنون تلو السنون بسرعة وتتعاقب وتتلاحق الأيام والشهور والأعوام مسرعة ما إن تبدأ لا تلبث أن تنتهي... الأحداث والمواقف تمر على الإنسان كأنها حكاية قصيرة أو كأن هذا الإنسان دخل من باب وخرج من الباب الآخر!!! يتقاعد المعلم والموظف والمدني والعسكري لكنه يتذكر أنه قريبا احتفل بتخرجه من الجامعة أو الكلية، أو أنه للتو تم تعيينه في وظيفته الجديدة القديمة... بالأمس احتفلوا بتعيينه بوظيفته واليوم احتفلوا بتقاعده!!! حقيقة أن الموقف صعب حال التقاعد سواء كان مبكراً أو غير ذلك ..!! والانتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرى من الصعوبة بمكان لا بد أن يحاول هذا الموظف وذاك المعلم أن يتكيف مع الوضع الجديد ويتأقلم قدر الإمكان والمستطاع ... من أول هؤلاء الذين قدموا ما لديهم ثم انتقلوا إلى مرحلة أخرى من حياتهم ألا وهي التقاعد عن الوظيفة وليس التقاعد عن المهنة التربوية الجليلة إنه المعلم الذي هو معلم ومربي الأجيال يسعى باستمرار لتقديم ما لديه قدر المستطاع للناشئة ليتربوا على الدين القويم وكتاب الله تعالى وسنة رسوله- صلى الله عليه وسلم-... كما أن على الموظف والمعلم الحرص الأكيد والمستمر على أداء الأمانة التي على عاتقه والمنوطة به أيا كان موقعه ومنصبه ومرتبته ودرجته الوظيفية... وما للمعلم وللموظف من دور هام وبارز في المجتمع وفق ما رُسم له وخطط من برامج وأهداف إسلامية وتربوية واجتماعية وأسرية نافعة تخدم وتصب في صالح البلد والمواطن والمجتمع بأسره، وكما هو معروف أن المعلم هو حجر الزاوية في تأسيس الأجيال وبناء مطلب التربية والتعليم، والمعلمون والمعلمات من أكثر من يتعب ويكد في عمله في سبيل الارتقاء بالتربية والتعليم، وذلك بتعليم أبناء الوطن في هذا الجانب،..! إن للمعلم والمعلمة دورهما الهام والضروري في إيجاد الشخصية الإسلامية النبيلة والنافعة والمهمة للمجتمع، وما للمعلم والمعلمة من دور هام وبارز في التربية والتعليم حتى تخرج العملية التعليمية وفق ما رُسم لها وخطط من برامج وأهداف إسلامية وتربوية تخدم وتصب في صالح البلد والمواطن والمجتمع بأسره بما يوافق الشريعة الإسلامية وسنة الرسول- صلى الله عليه وسلم- بإذن الله تعالى، فلنساند المعلم والمعلمة ونشمن أزرهم ونساعدهم لتحقيق الرسالة التربوية والتعليمية التي يحملونها وعليهم الاهتمام والقيام بهذه الأمانة العظيمة التي وكلوا بها خير قيام... أعانهم الله على ذلك... إن حاجة الناس إلى العلم وأهله في جميع نواحي حياتهم كحاجتهم إلى الهواء والطعام والشراب، لأنهم أدلة الناس إلى التمسك بالكتاب الكريم والسنة الشريفة المطهرة وسائر العلوم والمعارف الأخرى المختلفة الهامة ونيل الصلاح والسعادة في الدنيا والآخرة بإذنه تعالى، وفق الله كل من يعمل لتحقيق الأهداف التنموية والاجتماعية وكل من يعمل لتحقيق الأهداف التربوية والتعليمية في بلادنا الغالية.