دخل غلامٌ بُستاناً يتنزّه فيه، وكانت أشجارُ البُستان محملة بما لذ وطاب من الفواكه، ومع ذلك لم تمتدّ يد الغلام لتقطف من فواكهها وثمارها شيئاً.
وفي هذه الأثناء، كان البُستانيُّ يُراقب الغلام مختبئاً وراء شجرة، وبعد أن أنهى الغلام جولته في البُستان، وهمّ أن يُغادر، جاءه البُستاني وألقى عليه التحيّة.
وقال له: لقد رأيتُ شيئاً عجباً!
فقال الغلامُ: فعلاً، في البُستان أشياء عجيبة!
قال البُستاني: لا، لا أقصدُ البُستانَ، بل أعني أنِّي كنتُ أراقبُكَ منذ أن دخلتَ البُستانَ، فتعجّبتُ كيف لم تمتدّ يدُكَ لتقطف تفّاحةً أو رمّانةً أو خوخةً، أو أيّ فاكهة أخرى أعجبتك، ولم يكن هناك أحدٌ في البُستان؟
قال الغلام: علّمتني أمِّي منذُ صغري أنّني لا ارتكب القبيح حتى إذا لم أرَ أحداً، طالما أنّ نفسي معي تراقبني، حتى صرتُ أكره ارتكاب القبيح أمامها.
فسرّ البُستاني من جوابِ الغلام وطلب إليه أن يقبل منه بعض الفواكه كهدية وتقدير له على موقفه.