أكدت ندوة احترام الأديان الدولية، أهمية تفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حول التعايش السلمي المشترك، واحترام الأديان والرموز الدينية، وأهمية الحوار بين الأديان والثقافات، باعتباره المدخل الرئيس للتقريب بين الشعوب، وتعزيز مبدأ الكرامة الإنسانية، ونبذ التمييز العنصري والطائفية.
جاء ذلك في التوصيات التي صدرت في ختام ندوة دولية حول (احترام الأديان والرموز الدينية في دول الاتحاد الأوروبي) - التي نظمها معهد ابن سينا بفرنسا للعلوم الإنسانية بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، برعاية من نائب رئيس البرلمان الأوروبي السيد جيل بارتيو، انطلاقاً من دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الداعمة لإرساء مبادئ العدل والإنسانية وتعزيز قيم ومبادئ التسامح في العالم، والتأكيد على أهمية احترام الأديان والرموز الدينية وعدم الإساءة لها، وذلك في مدينة ليل الفرنسية يومي السبت والأحد التاسع والعاشر من شعبان الجاري 1435هـ الموافق للسابع والثامن من شهر يونيو 2014م.
وأكد المشاركون في الندوة أهمية تعزيز الوسطية الدينية لدى الشباب والبعد عن التطرف والغلو، وحرية الرأي والتعبير، وعدم الإساءة إلى الأديان والرموز الدينية، مطالبين بحفظ حقوق الجماعات في ممارسة الشعائر التعبدية، ودعم أسس التواصل الحضاري والإنساني والثقافي بالاحترام المتبادل بين الشعوب وكافة الحقوق والحريات، وتعزيز قيم التسامح والتعددية الثقافية في المجتمعات الأوربية.
وكلف المشاركون في الندوة معهد ابن سينا للعلوم الإسلامية بوضع ميثاق أو إطار أوربي حول احترام الأديان والرموز الدينية، لتقديمه مشروعاً للاتحاد الأوروبي، وعقد مؤتمر دولي بالشراكة مع البرلمان الأوربي في شهر فبراير بمناسبة أسبوع الوئام العالمي، وتنظيم ورش عمل وندوات علمية بين الباحثين الأوربيين المنصفين من مختلف الأديان لتعزيز الاحترام المتبادل بينهم.
ودعوا إلى إصدار كتاب علمي دوري حول القواسم المشتركة لضمان الكرامة الإنسانية ونشر قيم التسامح والتعايش بين الشعوب يشارك فيه نخب فكرية غربية متخصصة وإسلامية، والإفادة من وسائل الإعلام في تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام، وحماية حقوق الإنسان واحترام الرموز الدينية، ووجهوا خالص الشكر والتقدير لمعالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ على دعمه وإسهامه في إنجاح هذه الندوة.
وقد ناقشت الندوة - التي شارك فيها عدد من المختصين والأكاديميين ومدراء المراكز الإسلامية في عدد من دول الاتحاد الأوروبي في جلسات انعقادها التي استمرت يومين - مبادرات الملك عبد الله حول التعايش ودورها في احترام الرموز الدينية، ودور الدين في تعزيز ثقافة الاعتدال والوسطية، ونحو إطار أوروبي مشترك لاحترام الأديان والرموز الدينية، وجهود مراكز الحوار في تعزيز ثقافة حقوق الإنسان واحترام الحريات، ودور النخب الثقافية والسياسية في تعزيز ثقافة احترام الرموز الدينية، ووسائل الإعلام والدور المرتقب في حفظ وحماية حقوق الإنسان واحترام الرموز الدينية، والمؤسسات التعليمية ودورها في تعزيز احترام الآخر، ومعوقات العمل المشترك لاحترام حقوق الإنسان.