أعلن مسؤولون أمس الخميس أن غارات لطائرات أمريكية بدون طيار أسفرت عن مقتل 16 مسلحاً في مخابئهم شمال غربي باكستان، في عودة هي الأولى لمثل هذه الغارات بعد ستة شهور تقريباً من توقفها.
وقال مسؤولو الأمن إن طائرات بدون طيار أطلقت نحو 20 صاروخاً على موقعين منفصلين في منطقة وزيرستان الشمالية القبلية الواقعة قرب الحدود مع أفغانستان، ما أسفر عن تدمير مجمعين ومركبات تردد أنها تابعة للمسلحين.
وقتل 10 أشخاص على الأقل يشتبه بانتمائهم لجماعة «حقاني» المرتبطة بطالبان باكستان جراء قصف في وقت مبكر أمس الخميس في منطقة داندي داربا خيل. وقال مسؤولون إن ستة متشددين بينهم عناصر أوزبكية من طالبان قتلوا في غارة منفصلة لطائرة بدون طيار الليلة الماضية بمنطقة غلام خان في وزيرستان الشمالية. وجاءت الغارات بعدما أعلنت «حركة أوزبكستان الإسلامية» - وهي جماعة تضم مسلحين من آسيا الوسطى وترتبط بالقاعدة - إن مقاتليها حاصروا أكثر المطارات ازدحاماً في البلاد، وهو مطار كراتشي الدولي، ليلة الأحد الماضي. وقال المسؤولون الباكستانيون الذين يتولون التحقيق في الهجوم على المطار إنهم يشتبهون بأن معظم المهاجمين من الأوزبك أو ينحدرون من آسيا الوسطى. وكان رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف قد طلب من الولايات المتحدة العام الماضي وقف غارات الطائرات بدون طيار، فيما حاول إقناع عناصر طالبان «التصالحيين» بعملية السلام.. ولكن جهود شريف لم تحقق تقدماً، ويبدو أن هجوم مطار كراتشي وما أعقبه من غارات جوية عسكرية قد قضت على أي أمل في التوصل لاتفاق سلام. وقال الخبير الأمني المتمركز في بيشاور، فيدا خان، إن «الأمر يبدو وكأن صبر شريف وفريقه ينفد».
من جهة أخرى سمح القضاء الباكستاني أمس الخميس للرئيس السابق برويز مشرف بمغادرة البلاد خلال أسبوعين مما يمهد لانتقاله إلى المنفى من جديد وانتهاء مشكلته مع القضاء في هذا البلد الذي يتمتع فيه الجيش بنفوذ كبير. وكان مؤيدو مشرف البالغ من العمر 70 عاماً وحكم باكستان من 1999 إلى 2008 كان خلالها حليفاً قريباً للولايات المتحدة في «حربها ضد الإرهاب» يطالبون منذ أشهر بإلغاء منعه من السفر خارج البلاد. ويأتي هذا القرار الذي يمكن أن تقدم الحكومة طلب استئناف ضده بينما ما زالت باكستان في وضع هش ومتوتر بعد ثلاثة أيام على اعتداء دامٍ أسفر عن سقوط 37 قتيلاً في مطار كراتشي (جنوب) شنه مقاتلو حركة طالبان. وكان مشرف غادر البلاد في 2008 بعد إقصائه عن السلطة وأمضى خمس سنوات في الخارج قبل أن يعود إلى باكستان مطلع 2013 ويواجه القضاء الذي منعه من مغادرة البلاد. وأمرت محكمة في كراتشي صباح أمس الخميس الحكومة بشطب اسم رئيس الدولة العسكري السابق من قائمة الأشخاص الممنوعين من مغادرة الأراضي الباكستانية التي أدرج عليها في الخامس من نيسان - إبريل 2013.