بغداد - الموصل- كركوك - تكريت - نصير النقيب - عواصم - وكالات:
تزامناً مع فشل مجلس النواب العراقي أمس الخميس على الانعقاد لإعلان حالة الطوارئ في البلاد على وقع ما يسمى سيطرة من يسمون تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) على مدينة الموصل متقدمين حيث سيطروا أمس أيضاً على ناحيتي الضلوعية والمعتصم90كلم من شمال بغداد أعلن تنظيم (داعش) عن حملة هجمات جديدة في العراق متبنياً تفجيرات أول أمس الاربعاء في بغداد التي قتل فيها30شخصاً. وقال التنظيم في بيان حمل تاريخ الامس (بعد وصول التعزيزات البشرية والمالية والأسلحة والآليات كافة فإننا في ولاية بغداد نعلن بدء حملة جديدة اسميناها(حملة الزحف). وتأتي هذه الأنباء بعد أن أوردت مصادر أمس سيطرة تنظيم داعش على أكثر من429مليون دولار من البنك المركزي وبنوك أخرى في الموصل. وأوضح التنظيم أن الموجة الاولى من هجمات هذه الحملة بدأت أول أمس، وقد دعا المتحدث باسم التنظيم ابو محمد العدناني في تسجيل صوتي مقاتليه الى مواصلة (الزحف) في العراق جنوبا نحو العاصمة ومدينتي كربلاء والنجف الشيعيتين. وأمام انهيار الجيش النظامي العراقي واصل تنظيم داعش تقدمه أمس باتجاه بغداد بعد أن استولوا على مناطق واسعة من شمال غرب العراق وخشية الهجوم على كركوك سيطرت مليشيات كردية بالكامل على هذه المدينة النفطية التي هي موضع تنازع بين الحكومة المركزية العراقية وسلطات كردستان العراق وذلك للمرة الاولى. إلى ذلك شن الطيران العراقي أمس الخميس اربع غارات على الاقل مستهدفاً مواقع يتحصن فيها مسلحو داعش في وسط مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين بحسب ما افاد شهود عيان. وأوضح شهود العيان لوكالة فرانس برس ان الغارات استهدفت مجمع القصور الرئاسية في مدينة تكريت160كلم شمال بغداد حيث يتواجد مسلحو داعش. واستبعدت واشنطن إرسال جنود الى العراق لكن بغداد أبلغتها رسمياً انها منفتحة على فكرة ضربات جوية امريكية لصد الهجوم الجهادي على اراضيها حسب ما أعلن مسؤول غربي لوكالة فرانس برس. بدوره أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن فريقه يدرس جميع الخيارات في ما يتعلق بتصاعد العنف في العراق والتقدم الصاعق للمسلحين الاسلاميين المتطرفين في اتجاه العاصمة بغداد. وصرح اوباما اثر مقابلة مع رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت ان ما شهدناه في الايام الاخيرة يظهر الى أي حد سيكون العراق بحاجة الى المزيد من المساعدة وقال أوباما(لا أستبعد شيئاً) (الرهان هنا هو ضمان ان ليستقر الاسلاميون المتطرفون بشكل دائم في العراق او في سوريا ايضاً).
وانتقد أوباما سياسة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في عدم التنسيق السياسي في العراق وقال: إنه أبلغ (مباشرة) المالكي بقلقه بشأن نقص التعاون السياسي داخل البلاد. وقال(بأمانة في السنوات الماضية لم نرثقة حقيقية وتعاوناً يتطوران بين القادة المعتدلين من السنة والشيعة في داخل العراق). وأضاف (هذا يفسر جزئياً ضعف الدولة ولهذا تأثير على القدرة العسكرية) للبلاد معتبرا ان عنف الايام الاخيرة يجب ان يشكل ناقوس خطر) للحكومة العراقية.
ويأتي تصريح أوباماوانتقاده لسياسة المالكي أيضاً بعد فشل مجلس النواب العراقي أمس بالانعقاد مما يعني عدم تفويض الحكومة بإعلان حالة الطوارئ في البلاد إذ أجل رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي جلسة البرلمان الطارئة لمناقشة إقرار قانون الطوارئ لعدم اكتمال النصاب القانوني. واتهمت كتلة الأحرار المالكي بخلق الأعذار(الواهية وغير المبررة) في كل أزمة تواجه البلاد وعدم الصدق مع التحالف الوطني والشعب والتفرد بقراراته.