أبدى الرئيس الأوكراني الجديد استعداده لإجراء محادثات مع المعارضين في شرق البلاد إذا وافق الانفصاليون الموالون لروسيا على إلقاء أسلحتهم. ولم يظهر المتمردون أي علامة على التخلي عن أسلحتهم لكن بدء المحادثات سيكون خطوة كبيرة على طريق السلام وذلك بناء على اجتماعات الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو مع مبعوث موسكو هذا الاسبوع والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في فرنسا الأسبوع الماضي. ويسعى بوروشينكو للعمل على وجه السرعة بعد أن أدى اليمين رئيسا للبلاد يوم السبت. ونقل المكتب الإعلامي للرئيس عنه قوله لحاكم منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا انه لن يستبعد إجراء محادثات «مائدة مستديرة» مع «مختلف الأطراف». ونقل بيان نشر على موقع الرئيس بوروشينكو عنه قوله في اجتماع مع الحاكم سيرجي تاروتا «لسنا بحاجة لمفاوضات من أجل المفاوضات. يجب أن تكون خطتنا للسلام على أساس تعزيز تهدئة الصراع.» وأضاف الرئيس «على الإرهابيين إلقاء أسلحتهم.» ودونيتسك في قلب تمرد الانفصاليين الذين يعارضون الحكم المركزي لكييف ويريدون أن تضم روسيا مناطق من الشرق الذي يتحدث معظم سكانه اللغة الروسية كما فعلت في شبه الجزيرة القرم الواقعة على البحر الأسود في مارس آذار. من جهة اخرى اتهم مسؤول كبير في وزارة الخارجية الروسية امس الخميس السلطات الاوكرانية باستخدام اسلحة «محظورة» في شرق البلاد، وذلك بعد ان اوردت وسائل اعلام رسمية روسية انه تم استخدام قنابل حارقة. ونفى الحرس الوطني الاوكراني على الفور معتبرا ان الاتهامات «لا معنى لها».
وكتب كوستانتين دولغوف المكلف حقوق الانسان في وزارة الخارجية على تويتر «القوات الاوكرانية والنازيون الجدد يستخدمون اسلحة محظورة ضد سكان سلافيانسك ويطلقون النار على المدنيين خلال فرارهم ويقتلون اطفالا». واضاف دولغوف ان «كييف ترتكب جرائم متكررة ضد الانسانية بحق المدنيين في جنوب شرق البلاد ولا بد من فتح تحقيق ومعاقبة المذنبين».
وأكدت وكالة ريا نوفوستي نقلا عن انفصاليين موالين لروسيا في شرق اوكرانيا ان القوات الاوكرانية استخدمت قنابل حارقة في بلدة سيمينوفكا بالقرب من سلافيانسك احد معاقل الانفصاليين. وتتهم روسيا باستمرار في الاسابيع الماضية القوات الاوكرانية باللجوء بشكل مبالغ به الى القوة في عمليتها العسكرية ضد المتمريدن بشرق البلاد. وفي 30 ايار/مايو، اتهمت لجنة التحقيق الروسية اوكرانيا بانتهاك معاهدة جنيف (1949) حول حماية المدنيين واكدت انها جمعت ادلة وانها ستفتح تحقيقا حول «اللجوء الى وسائل واساليب حربية محظورة».
من جهته، دعا الاتحاد الاوروبي كييف الى ضبط النفس في العملية العسكرية . من جهة اخرى قرر الاتحاد الأوروبي توثيق عدم إقراره بقيام روسيا بضم شبه جزيرة القرم والإشارة إلى ذلك في وثائقه الرسمية. واتفق سفراء الدول الأعضاء المعتمدون في بروكسل على اعتماد ملحق في الاتفاقية المقبلة التي سيتم التوقيع عليها مع أوكرانيا يوم 27 يونيو الجاري تشير إلى عدم الاعتراف بضم روسيا للقرم . وأوضح مصدر أوروبي أن وزراء الخارجية الأوروبيون سيوافقون يوم 23 يونيو الجاري في لكسمبورغ على هذه الخطوة. من جانبها قررت بولندا وقف العمل مؤقتا في قنصليتها بمدينة دونيتسيك شرق أوكرانيا بسبب التوترات الأمنية الحالية في منطقة شرق أوكرانيا. كما دعت الخارجية البولندية في البيان الذي أعلنته امس الخميس جميع رعاياها الى مغادرة منطقة شرق أوكرانيا فوراً. وقالت الخارجية ان قنصليتها في مدينة خاركوف ستتولى المهام القنصلية التي كان يقوم بها الدبلوماسيون البولنديون في دونيتسيك. يشار إلى أن القنصلية البولندية كانت الاخيرة لدولة عضو في الاتحاد الأوروبي المفتوحة في منطقة شرق أوكرانيا بسبب الصراع المسلح بين القوات الحكومية والانفصاليين المسلحين الموالين لروسيا.