في كتابه (ما وراء الكتابة) يؤكد الروائي إبراهيم عبدالمجيد أن لكل رواية كتبها أجواء مختلفة.. عاشها في حينها..
وأن بعض الروايات كتبها في سنوات.. وأخرى توقف عن كتابها وانشغل بغيرها ثم عاد إليها.
يقول إبراهيم عبدالمجيد: رواية (المسافات) إحدى العلامات الفارقة في حياتي الأدبية. وفي حياة الكاتب عموماً علامات فارقة مختلفة، بعضها محسوس وملموس، وبعضها خفي يحتاج إلى دراسة وتدقيق. لقد بدأت في كتابة هذه الرواية بالضبط في مايو عام 1977م. قبل هذا التاريخ كنت قد انتهيت من رواية (في الصيف السابع والستين) ولم أنشرها بعد.
يناير 1977 وشتاء القاهرة القارس ذلك الوقت وأنا بعد لم يمضِ على وجودي في القاهرة غير ثلاثة أعوام، أحن فيها إلى شتاء الإسكندرية الدافئ، ورغم ذلك أمضي الليل كله في شوارع القاهرة القديمة. ماذا يفعل شاب أعزب يعيش في شقة مفروشة مع عدد من الطلبة الأصغر سناً والمنكبين على دروسهم ليحققوا آمال أهلهم في الريف؟
أمسكت القلم، وشرعت في كتابة روايتي. اندفعت أكتب بعض ذكريات الطفولة في أي كهف مسحور كانت هذه الذكريات مدفونة.
تركت نفسي أكتب على سجيتي بلا قيود ولا أفكار مسبقة ولا مشروع في ذهني ولا نهايات محددة.