يعرف عن مدرب المنتخب البرازيلي لكرة القدم لويز فيليبي سكولاري أنه يملك قدرة على إدارة مجموعة من اللاعبين بيد من حديد، ويملك شخصية قوية ولا يتأثر بالانتقادات التي تنهال عليه ولا يرزح تحت الضغوطات، لكنه أيضاً يتمتع بدبلوماسية عالية نجح من خلالها اكتساب احترام لاعبي فريقه.
يشبه فيليباو (أي فيليب الكبير) إلى درجة كبيرة الممثل الأميركي الشهير جين هاكمان (سبق للأخير أن لعب دور المدرب مرات عدة)، وهو لا يتأثر كثيراً بالخارج ويقوم بما يعتبره صحيحاً. فقبل كأس العالم لم يتأثر فيليباو (أي فيليب الكبير) بمطالبة الجمهور البرازيلي بالاستعانة بخدمات المهاجم الفذ روماريو للمشاركة في مونديال 2022 في كوريا الجنوبية واليابان، وبعد أشهر قليلة عاد المنتخب البرازيلي من القارة الآسيوية حاملاً كأس العالم للمرة الخامسة. لا يشعر بالراحة في مواجهة الصحافة، لكنه يعرف كيف يتصرف معها كما أن الجميع وافق على تعيينه مدرباً للمنتخب خلفا لمانو مينيزيس في تشرين الثاني - نوفمبر عام 2012 من بيليه إلى رونالدو وحتى روماريو. كما نجح أيضاً في إيجاد الكلمات المناسبة لكي يوفق بين المشاكل الاجتماعية التي تمر بها البرازيل وعدم خسار مساندة الرأي العام للمنتخب البرازيلي.
واليوم يشعر غالبية الشعب البرازيلي بأنه الرجل المناسب لقيادة السيليساو إلى اللقب السادس. إذا كان فيليباو لا يحظى بالاحترام في قارة أوروبا حيث تميزت تجربته الوحيدة مع نادي تشلسي بالفشل الذريع، فإنه يملك سجلاً ناصعاً. أشرف سكولاري على أكثر من 20 نادياً ومنتخباً وطنياً خلال مسيرته وأحرز العشرات من الألقاب بينها كأس ليربرتادوريس الأميريكية الجنوبية الموازية في أهميتها لدوري أبطال أوروبا مع ناديين مختلفين هما غريميو عام 1995 وبالميراس عام 1999.
لم يكن سكولاري لاعباً كبيراً في مسيرته حيث شغل مركز قلب الدفاع لكنه كان يتمتع بقلب كبير وتصميم عال قبل أن يصبح مدرباً يملك أفكاراً واضحة نجح من خلالها من بلوغ القمة. خلافاً لمدربين برازيليين عدة في السابق، فإن سكولاري يعتمد على مقاربة براغماتية بعيدة عن سحر الكرة البرازيلية التي ميزت منتخبات سابقة وتحديدا مننتخب عام 1982. لكن على الرغم من اهتمامه بالنتائج وليس بالعروض الهجومية، فإنه ترك الحرية للاعبين موهوبين في صفوفه أمثال ريفالدو ورونالدينيو ورونالدو في صفوف منتخب البرازيل الفائز بكأس العالم 2002، ثم رونالدو في صفوف منتخب البرتغال الذي بلغ نهائي كأس أوروبا عام 2004 على ملعبه، ونصف نهائي مونديال ألمانيا عام 2006. يملك سكولاري الرقم القياسي في عدد الانتصارات المتتالية في نسخة واحدة من كأس العالم (مونديال 2002)، ثم أربعة انتصارات متتالية مع البرتغال (مونديال 2006).
وتأمل البرازيل في أن يساهم سكولاري في تفجير موهبة نيمار على الصعيد العالمي الذي لم يبرز كثيرا في بشرلونة في موسمه الأول معه قادما من سانتوس. لكن سكولاري الذي كان يقرأ كتاب «فن الحرب» لصن تزو خلال مونديال 2002، ينجح في بعض الأحيان في الضرب بقوة على الصعيد التكتيكي وخير دليل على ذلك بأنه نجح في فك طلاسم أسلوب منتخب إسبانيا في نهائي كأس القارات والحق به خسارة قاسية بنتيجة 3-0. يرفع سكولاري دائماً أمام لاعبيه شعار «الفوز بأي ثمن»، ويأمل أن يجد جيل 2014 روح العائلة التي تميز فيها جيل مونديال 2002 لمحو مأساة ملعب ماراكانا عندما خسر المنتخب البرازيلي المباراة النهائية امام جاره من الأوروغواي. ويقول سكولاري: «من واجبنا الفوز بكأس العالم، فنحن لا ننظم كأس العالم لكي نحتل المركز الثالث أو الرابع». ويدرك المدرب بأن لا مجال للخطأ، لكن كما هي الحال في بعض أفلام جين هاكمان، فإن سكولاري قبل المهمة واثقاً من نجاحه.