Thursday 12/06/2014 Issue 15232 الخميس 14 شعبان 1435 العدد

ربيع «الصناعة» .. وهيئتنا الوليدة

لم تنشأ فكرة هيئة تنمية الصادرات السعودية منذ 9 أعوام إلا بدافع إستراتيجي فرضته طبيعة المرحلة، والتوجه نحو المنافسة في الأسواق العالمية وتوسيع نطاق وصول الصناعات السعودية إلى الأسواق الناشئة الأكثر استهلاكاً، وفقاً لأعداد السكان والبضائع النوعية التي تحتاجها.

وقد ظلت الفكرة على مدى هذه السنوات حبيسة الأدراج على الرغم من أهميتها للمنشآت الكبيرة قبل الصغيرة، إلا أن بُعد النظر وحس المسؤول والإرادة الصادقة المبنية على العزيمة والتوكل على الله، والثقة التي أولاها لمن حوله من كوادر، جميعها عوامل مكَّنت الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة وزير التجارة والصناعة من الإقدام على اتخاذ الخطوة الجريئة بتفعيل الفكرة وجعلها حقيقة ماثلة للعيان، رغم محدودية المورد المالي والكادر التشغيلي الذي عمل في أول مشاركة بأعداد لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، إلا أنه ومن منطلق المقولة الشهيرة: «الصعوبات لا تُُعرف إلا بمواجهتها»، فقد أسهمت جهود معاليه في تذليل كافة الصعاب وتجاوز العقبات الرئيسة في سبيل تحقيق الأهداف المنشودة من وراء فكرة تأسيس الهيئة، فكانت المشاركة الأولى في دبي وبكادر قليل العدد نسبياً ومحدود الخبرة، حيث تحقق للمشاركة نجاح ملفت، بفضل الدعم اللا محدود والمؤازرة التي قدمها معاليه للمشاركين، حيث كان معهم لحظة بلحظة، متابعاً لأدق التفاصيل، ومناقشاً الاحتياجات والمتطلبات .. ولم يكتف بما قدم، بل زاد الدكتور الربيعة الأمر اهتماماً، إذ اجتمع بالمشاركين من رجال الأعمال واطلع على آرائهم ومقترحاتهم حيال العمل المقدم والآليات المتبعة في إدارة المشاركة، ولم يلتمس العذر لهيئة الصادرات في حال بدر من جهتها أي تقصير، داعياً الجميع إلى العمل بمفهوم الفريق الواحد، بغية جني ثمار المشاركة سلعاً سعودية ذات انتشار واسع ومردود اقتصادي مجدٍ.

وفي الوقت الذي كنا ننظر فيه إلى الهيئة كباب لحجز مساحة ومشاركة قطاع الأعمال السعودي في المعارض والفعاليات الدولية فوجئنا بأن دور الهيئة أكبر وأشمل إذ وفرت التأشيرات وقدمت التسهيلات اللوجستية المتعلقة بنقل المعروضات على نفقتها، وأوصلتها إلى مقار المشاركة وحجزت المخازن والمستودعات لحفظها.

اليوم، وفي ظل هذا الدعم يتعاظم طموحنا، ويزيد دلالنا على وزيرنا المحبوب، وهيئتنا الوليدة الموقرة مطالبين بتركيز مشاركتها في معارض الأسواق الناشئة التي يمكن أن يكون للصادرات السعودية حصة وافرة فيها.

م. بندر الحميضي - عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض

@BAlhomaidhi

موضوعات أخرى