يجمع ورقاته، أقلامه، وشهاداته متوجهاً إلى الجامعة وهو يقترب من عامه الستين، غير آبه باحباطات الزمن، ولا ظرف الحياة. فهيد الجنيدي على أبواب الجامعة حالياً حيث يستعد للالتحاق عن الانتساب بالجامعة بعد أن أنهى دراسة الثانوية العامة (ليلي)، وقبلها أنهى المتوسطة بذات الطريقة، في حين أنه أنهى الابتدائية من مدارس محو الأمية التي دخلها وهو يقرأ ويكتب.
فهيد (بتشديد الياء) تعلم القراءة والكتابة وهو صبي لا يتجاوز العاشرة حيث كان يرعى الأبل على يد رجل يدين له بالفضل الكبير هو الشيخ سالم بن دهيرب الجنيدي الذي بدأ تعليمه الكتابة بالفحم حيث يكتب فيها على الألواح والحجر. كانت مراعي أبل فهيد واضحة للعيان لمن يمر عليها فقد وضع عليها بصمته، وكتب على صخورها بعض أشعاره.
يقول الجنيدي في شبابي توجهت إلى العمل في الجيش الكويتي لعدة سنوات، قبل أن أعود إلى رفحاء مسقط رأسي، وهناك بدأت مرحلة العمل وكسب الرزق، ولم أفكر في توثيق رحلتي مع القراءة والكتابة (دراسياً) لظروف الحياة والانشغال بالأبناء والأسرة، خاصة أن الفترة شهدت تحولاً كثيراً من أهله وأقربائه من العيش في البادية إلى المدن وأريافها، حيث يقيم حالياً في هجرة عودة الجبهان قرب رفحاء. يدين الجنيدي لفترة إقامته في الكويت بكثير من الفضل فقد بدأ في متابعة الصحف والمجلات، ووسائل الإعلام، ومن مكتباتها نهل من العلم، حيث يعد حالياً مرجعاً في أمور الفلك، وله اهتمامات بالصحراء والبر، والثقافة والأدب، والأشعار.
في الثمانينيات بدأ رحلة الدراسة حيث حصل الشهادة الابتدائية عن طريق برنامج خاص لمحو الأمية طبق لأبناء القرى، وفي التسعينات الميلادية حصل على المتوسطة بعد توقف، وهذا العام حصل على الثانوية العامة وسط تقدير وتشجيع من أسرته ومعلميه الذين يرون فيه متعلم ومثقف دون شهادة.
يتحدث الجنيدي عن هذه المرحلة فيقول إن الانفتاح الذي حصل في التعليم الجامعي في عهد الملك عبدالله شجعه على مواصلة الدارسة، كما لا يخفي خططه للذهاب أبعد من الحصول على البكالوريوس .. (الماجستير والدكتوراه أراها أمامي الآن) - وفقا لما قاله للجزيرة هاتفياً أمس.