حفلت شبكات التواصل الاجتماعي يوم الجمعة الماضي بالكثير من اللغط والأخذ والرد بعد التغريدة غير الموفقة والمثيرة للجدل لنائب رئيس نادي الهلال الأستاذ محمد الحميداني التي أبدى من خلالها رغبة ناديه باللاعبين حسن معاذ ومحمد كنو.. ففي حين أستاء الشبابيون -وهم على حق- بسبب التدخل السافر بشئون لاعبهم بما يشبه التحريض.. وجدنا بالمقابل هناك من انبرى من بعض الهلاليين للدفاع بحجة أن الأمر لا يعدو كونه تمنيا لا أكثر.. لتأتي تغريدات الأستاذ الحميداني المعتذرة في وقت لاحق من نفس اليوم لتؤكد أن هنالك خطأ ارتكب فعلاً وإلا ما اضطر نائب رئيس الهلال للاعتذار في أقل من 12 ساعة.
وإذا كان يُثمّن للحميداني اعتذاره وعدم مكابرته.. إلا أنني في نفس الوقت أستغرب وقوعه بخطأ بدائي كهذا.. فلا يمكن على الإطلاق وبأي حال من الأحوال إيجاد مبرر لتلك التغريدة ولا حتى تمريرها من قبل مسيري نادي الشباب.. ولذا وجدنا الرئيس المكلف الأستاذ خالد بن معمر يرد عبر بيان إعلامي على تلك التغريدة ويبدي استياءه منها ويصفها بالأماني.. ثم تتوالى ردات الفعل حيث أعلن الرئيس الشبابي القادم الأمير خالد بن سعد عن عدم التفريط بأي لاعب مهما كانت المغريات.. ليقفل الرمز الشبابي صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان هذا الباب نهائياً بالضبة والمفتاح.
وهو ما يؤكد أن الشباب كان ومازال وسيظل صاحب جدار عالٍ لا يمكن تسلقه.. فمهما كان حجم تميز العلاقات مع كائن من كان إلا أن ذلك بحدود لا يمكن تجاوزها.. وخطوط حمراء لا يمكن الاقتراب منها.. فالشباب على مر تاريخه لم ينحن يوما ما لأحد وهو الهامة والقامة الرياضية التي تحدث عنها البعيد قبل القريب.. ولذا أتمنى أن يكون ما حدث درساً للحميداني وغيره بعدم الاقتراب من مكتسبات أي ناد إلا من خلال الأبواب وبالطرق السليمة بعيداً عما يعكر صفو الاحترام المتبادل بين أندية الوطن مجتمعة.
أخيراً، فإذا كان باب انتقال حسن معاذ قد أغلق نهائياً.. فإن الخطوة التالية في نظري هي محاسبة اللاعب نفسه.. فلا يعقل أنه بكل ظهور إعلامي له يلمح أو يصرّح برغبته في الرحيل، وكأنه غير مرتبط بعقد احترافي.. نعم اللاعب كمستوى لا يشق له غبار ولكنه كاحترام للنادي وشعاره فهناك ألف علامة استفهام.. وكما ذكرته في ثنايا حديثي عن تغريدة الحميداني أجدني أكرره: فجدار الشباب ليس قصيراً.. ليقوم اللاعب بتسويق نفسه وهو صاحب العقد الممتد لسنوات قادمة.. ولذلك أتمنى بحالة كهذه.. التعامل بحزم وحسم وتطبيق اللائحة بحذافيرها تجاهه.. وألا يتم الاكتفاء باعتذار بارد كما حدث سابقاً.. فالشباب النادي هو الأول وما عداه فهو جندي لخدمة الكيان وعليه واجبات يجب الوفاء بها دونما تقاعس أو تضجر.. وإلا فإن ما حدث من معاذ من مسلسل ممل سيتكرر من غيره من اللاعبين.
من هنا وهناك
- دفع المنتخب ثمن تخبطات مسيريه.. فما حذرت منه حدث.. حيث هوى الأخضر 15 مركزاً في التصنيف العالمي ليستقر بالمرتبة الـ90.. وهو ما يؤكد ما قلته الأسبوع الماضي بأن بعض المعسكرات أشبه بالاستجمام.. بل وضررها أكثر من نفعها خصوصاً عندما تكون نهاية موسم طويل من الركض الشاق.. وهو ما يفسر السقوط برباعية ثم ثنائية وتساقط أغلب اللاعبين بالإصابة.
- إذا ما أراد أي فريق أن يكون صاحب بصمة في المنافسات المحلية فعليه أولاً الاهتمام بالجوانب الدفاعية وتحديداً مركز المحور الدفاعي.. فكل الفرق المتفوقة في الدوريات العالمية تجد لديها لاعبا ثقيلا فنياً في هذا المركز.. وبالتالي فإني أرى أن مهر البطولات أولاً بمحور متمكن.. ولذا أستغرب من بعض الفرق تجاهل هذا المركز الحساس والهرولة نحو الهجوم بالتوقيع أحياناً مع أكثر من لاعب.
- يحسب للجنة المسابقات إصدارها لجدول دوري جميل للعام القادم.. وإن كانت تلك الخطوة إيجابية إلا أنها ناقصة.. فأين أماكن ومواعيد تلك المباريات؟! خصوصاً ونحن نعاني سنوياً من تكرار سيناريو عدم إيجاد حجوزات حيث يتوافق بدء الدوري مع انتهاء الإجازات.. ولذا كم تمنيت أن تكتمل إيجابية الخطوة وتصدر المواعيد والأماكن في فترة لا تتجاوز يوما أو اثنين من صدور الجدول.. ولكن للأسف الحلو لا يكمل.
- فترة الصيف فرصة سانحة ليمارس أصحاب الإشاعات هوايتهم.. ولذا لا تندهشوا لو سمعتم أن النادي الفلاني وقع مع رونالدو مبدئياً.. وأن النادي العلاني يضع اللمسات الأخيرة للتوقيع مع ميسي، ولم يتبق سوى الاتفاق على التفاصيل الصغيرة.. فهذه البضاعة الرديئة من الفبركة والكذب علينا تحمل سحابتها الصيفية سنوياً حتى تمر.. أما من يمطر الحقيقة فتأكدوا أنه عدا جوال النادي والمراكز الإعلامية لن تجدوا.
خاتمة
قيل: الأحلام هي إجابات اليوم عن أسئلة الغد.