أعرب الرئيس المصري الجديد عبدالفتاح السيسي، عن تقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على دعوته لعقد مؤتمر أشقاء وأصدقاء مصر، وأكد السيسي، أن مصر قادرة على استعادة مكانتها إقليمياً ودولياً، مشيراً في خطابه الأول من داخل قصر الاتحادية الجمهوري، بعد تسلم السلطة فعلياً، إلى أن مصر ستبدأ بشكل عاجل مرحلة نهوض شاملة على المستويين الداخلي والخارجي، جاء ذلك فى خطابه أمام الوفود العربية والدولية، التي شاركت فى مراسم تنصيبه.. وفيما يلي نص الخطاب:
«أصحاب السمو والجلالة والفخامة أصحاب المعالي أصحاب السعادة السيدات والسادة.. اسمحوا لي في البداية أن أتقدم لكم بشكري وتقديري لحرصكم على المشاركة في مراسمنا هذه ومشاركة الشعب المصري في تنفيذ استحقاقات خارطة مستقبله بكل ما تحمله من آمال وتطلعات مشروعة ومستحقة، إنها لحظة تاريخية فريدة وفارقة في عمر هذا الوطن فعلى مدار تاريخه الممتد إلى آلاف السنين لم يشهد وطننا تسليماً ديمقراطياً سلمياً للسلطة فللمرة الأولى يصافح الرئيس المنتخب الرئيس المنتهية ولايته ويوقعان معا وثيقة تسليم السلطة في البلاد في مناسبة غير مسبوقة وتقليد غير معهود يوثق بداية حقبة تاريخية جديدة من مصير أمتنا وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع وفي مقدمته أشقاؤنا وأصدقاؤنا من عاونونا بصدق لنجتاز المخاطر ونتغلب على الصعاب ونواجه التحديات.
وقال: إن رئاسة مصر شرف عظيم ومسؤولية كبيرة.. شرف عظيم أن أتولى رئاسة مصر، مصر التاريخ والحضارة العظيمة مهد الأديان ومصر الأنبياء منبع الفنون والآداب والعلوم ومسؤولية كبيرة أن أكون مسؤولاً عن بلد بقيمة وخصوصية مصر بكل ما يمتلكه من عناصر قوة الدولة ثقل ديموجرافي، موقع متميز، قوة الدولة همزة الوصل بين قارات العالم القديم ومعبر تجارة العالم إمكانيات اقتصادية هائلة وفرص استثمارية واعدة وعقول مفكرة نابهة.
وأضاف: ما أسهمت في مجال إلا أثرته وأثرت فيه مصر قلب العروبة النابض وعقلها المفكر منارة العالم الإسلامي ومركز إشعاع علوم الدين بوسطيته واعتداله بنبذة للعنف أياً كانت دوافعه وللإرهاب أياً كانت بواعثه، مصر الإفريقية الجذور والحياة، رائدة التحرر والاستقلال القارة السمراء وثغر المتوسط فخر الحضارة وسجل أمجاد التاريخ وقال إنني اعتزم أن تشهد مرحلة البناء المقبلة نهوضا شاملا على المستويين الداخلي والخارجي لنعوض ما فاتنا ونصوب أخطاء الماضي.. سنؤسس لمصر المستقبل دولة قوية محقة عادلة سالمة آمنة مزدهرة تنعم بالرخاء تؤمن بالعلم والعمل وتدرك أن خيراتها يتعين أن تكون من أبنائها ولأبنائها، وسيتواكب مع بناء الداخل إعادة إحياء بدورها الرائد إقليميا والفاعل دولياً.
وقال إن مصر الجديدة ستطلع برسالتها التي دائماً ما حرصت عليها ألا وهي الإسهام المباشر في تحقيق أمن واستقرار المنطقة وأمتنا العربية. كما أن مصر الجديدة لن تغفل قوتها الناعمة فكرها وفنها وأدبها تفاعلها المستمر وتأثيرها الممتد في مختلف دوائر حركتها وانتماءاتها لقد آن لشعبنا العظيم أن ينال حصاد ثورتيه، شعبنا الذي لم يدخر نفيساً إلا بذله أرواحاً ودماء وعرقاً من أجل تحقيق آماله وتطلعاته المشروعة وأن نجاح الثورات يكمن في بلورة أهدافها وفي قدرتها المستمرة على التغيير إلى الأفضل وأن تكون فاعلة بناءة فلقد آن الأوان لكي نبني مستقبلاً أكثر استقرارا يؤرخ لواقع جديد لمستقبل هذا الوطن واقع يتخذ من العمل الجاد منهجاً لحياتنا عمل دؤوب منظم يكفل لنا عيشاً كريماً ويمنحنا الفرصة لكي نولي اهتماماً لحقوقنا فنعظمها ولحريتنا فننميها في إطار واع ومسؤول بعيدا عن الفوضى ومن خلال مسيرة وطنية جامعة يستمع فيها كل طرف للآخر بتجرد وموضوعية نختلف من أجل الوطن وليس على الوطن يكون اختلافنا ثراء تنوعاً وعطاء نضفي به روح التعاون والمحبة على عملنا الوطني المشترك.
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته للأمة «أصحاب الجلالة والسمو والفخامة أصحاب الدولة والمعالي أود أن أعرب عن خالص شكري وعميق تقديري لكل أشقائنا العرب وكل أصدقائنا الدوليين الذين أثبتوا أن علاقة الإخوة والصداقة ليست أقوالاً تطلق، وإنما أفعالاً تؤتى ومواقف تسجل، واسمحوا لي أعبر عن خاص تقديري لخادم الحرمين الشريفين جلال الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على مبادرته النبيلة بالدعوة لعقد مؤتمر للأشقاء وأصدقاء مصر.
وأضاف أنني أتطلع لمشاركة كافة الأصدقاء في هذا المؤتمر للإسهام في بناء مصر الجديدة ومشاركة الشعب المصري آماله وطموحاته، كما أتطلع إلى تعزيز علاقات مصر مع دولكم الشقيقة والصديقة لنكمل مسيرة تعاوننا ونجني سويا ثمار مشاركتنا لنعمل لصالح نشر قيم الحق والسلام ولنؤمن لبلادنا وشعبنا مستقبلاً أفضل، ونترك لهم إرثاً من التعاون والصداقة والمحبة والإخاء، وقوداً يدفع علاقاتنا نحو مستقبل أفضل وتعاون أسمى.