الناس في كل مرة هم على موعد جديد مع الأوبئة والأمراض التي لم تكن في أسلافهم ولا في سابق عصرهم!، فمن جنون البقر إلى أنفلونزا الطيور، وأنفلونزا الخنازير، واليوم يطل علينا السيد «كورونا» وهو أحد التهديدات الأكثر إثارة للقلق، حيث اكتشف لأول مرة في السعودية في عام 2012، وها هو يعود للظهور!
كثر الكلام حول «كورونا» ومسبباته، فقد قيل: إن «الإبل» هي مصدر نقل هذا الفيروس، لكن هناك من نفى العلاقة وأن الإبل لا دخل لها بنقله! وحتى على مستوى أخبار كورونا هناك من وسائل الإعلام من يخوف الناس ويثير الذعر حتى أنه يُخيّل إليك أن المرض مصبحك أو ممسيك لا محالة، وأن مجرد كونك من «المكحكحين» -نسبة للكحة- كفيل بأن يدخلك عالم «الوسوسة»، وهناك من يتفاءل بأن الأمر في حدوده الطبيعية فضحايا «كورونا» لا يصلون إلى حصيلة أسبوع من حوادث المرور!
وقد تكون تلك الأوبئة من الابتلاء والاختبار ليميز الله الصابرين..
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِين}..
في مسألة كورونا وغيرها من القضايا التي تمس حياة الناس على الجهات المسؤولة أن تتصرف بمهنية واحترافية ووفق أسس علمية للتعامل مع هذا الفيروس، ولتكن وزارة الصحة أكثر شجاعة في الشفافية وتقديم الإحصاءات الدقيقة، وأن تقدم للناس الطريق الأمثل للتعامل مع كورونا!
ولا ننسى أن هناك خطراً أعظم من الكورونا ذاتها يتمثل في بث الإرجاف والرعب بين الناس من خلال تناقل الرسائل والمقاطع مجهولة المصدر والمبالغة في نقل الأخبار.. نريد الوقاية ونريد رفع معدلات الحذر لكن لا للرعب وإرجاف الناس، فبثوا رسائل الوقاية وسبل الحماية التي تزيد معرفتنا بكورونا وكيفية التعامل معها.
مفاتيح النجاة من كورونا وغيرها أن نعود إلى ربنا ونتقيه حيثما كنا، وأن نتوخى الحذر، وأن نجتهد في طلب طوق النجاة والوقاية وأن نعمل على استدرار رحمة الله ودرء غضبه وألا نسلك الإرجاف في تخويف الناس، والوعي مطلب للتعامل مع كل شؤون الحياة وفي النهاية: .. لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.