من ضمن الملفات الوطنية القومية العليا ذات الدرجة الخاصة، يبقى الملف المائي حاضراً وبقوة، فارضاً نفسه لأهميته. القائمون على هذا الملف، وأخص بالذكر وزارة المياه وشركة المياه الوطنية حقيقة على الإشادة بالإنجازات التي يقومون بها على أرض الواقع، إلا أنهم أيضاً تميزوا في إدارة الملف الإعلامي بشكل سليم، ويحقق الطموحات المنشودة من إبقاء المجتمع السعودي على اطلاع أولاً بأول، كما يسجل لهم أيضاً سرعة الاستجابة لأية ملاحظات توجَّه لهم أو حتى انتقادات، وهذا دليل على الثقة بأنفسهم وبأدائهم، وبأن ليس لديهم ما يخفونه. هذه روح الشفافية المطلوبة في الأداء العام المتعلق باحتياجات الناس الضرورية لحياتهم.
لن أربط الموضوع كثيراً ببعض الوزارات وتعاملها الإعلامي مع العديد من الملفات المهمة، ولكني سأسلط الضوء على مقارنة بسيطة أحادية الاتجاه على معالي وزير المياه وفي لقائه مع الزميل داوود الشريان خلال برنامج الثامنة، اعتدنا حقيقة على هذا البرنامج بأنه مكاشفة للمسؤولين وتنويه لأخطائهم إن وُجدت، لكن من المتابعة للقاء معالي وزير المياه لمسنا حقيقة الثقة التي كان يتمتع بها الوزير ومدى الوضوح والشفافية في الإجابة، وأن كافة الملاحظات والانتقادات التي وجهت لوزارته فيما يتعلق بالملف المائي كان مرتاحاً في الرد عليها لأنها أساساً تم التعامل معها بشكل تفصيلي سابقاً وفي الوقت نفسه الإعلان عنها وفق خطة إعلامية إستراتيجية تنتهجها الوزارة، نقول -إن جاز التعبير - إن وزير المياه قد اجتاز امتحان الثامنة مع الشريان خصوصاً أن هذا البرنامج يعتمد على الأسلوب العاطفي الذي يمس احتياجات الناس ومعاناتهم.
في الجهة المقابلة نسلط الضوء أيضاً على شركة المياه الوطنية، حيث إنني أؤمن كل الإيمان أنهم ليسوا وحدهم المؤتمنين في هذا الملف، بل كلنا شركاء معهم. شركة المياه الوطنية أيضاً تدير ملفها الإعلامي بكل وضوح وشفافية، وتبقي الجمهور والناس جميعاً على اطلاع تام على كل ما يتم إنجازه وعلى المشاريع المنفذة أو قيد التنفيذ أو التي سيتم طرحها، وبحسب المخططات الزمنية. في موسم الحج الفائت أشدنا بهم واليوم ونحن على اعتاب صيف لاهب فإننا نتابع أخبارهم عن خططهم الإستراتيجية لكل مدينة من مدن المملكة بل كل حي أحياناً وذلك زيادة في التفصيل والتوضيح.
شركة المياه الوطنية التي حققت إنجازاً عالمياً مؤخراً بفوزها بجائزة أفضل أداء مائي في العالم وبمتابعة الأخبار الصحفية الخاصة بها نجد أنها تقدم معلوماتها التقنية الفنية بصورة مبسطة للمواطن لكي يكون على اطلاع، وأيضاً يحسب لها أنها تقوم بالرد على كل ما يُنشر من مقالات أو ملاحظات، هذا الأداء حقيقة كله يعد أنموذجاً يدرس ويجب الاقتداء به، لأن العمل العام المتعلق بضروريات الحياة مثل الملف المائي لا ينفع معه إلا الوضوح والشفافية، تماماً كما هو الملف الصحي وأهميته.
بقي أن نقول إننا نشيد ليس مجاملة بل تحفيز وتشجيع مع بعض التقدير والثناء، لكنها كلها تأتي ضمن بوتقة أننا متابعون، وبالتالي فإن هذه المقالات تشكل أيضاً نوعاً من الرقابة على الأداء مع التركيز على أن أية أخطاء أو انحرافات في ملف مثل الملف المائي لا يمكن انكارها أو تغطيتها أو تجاوزها، فإن حصل -لا سمح الله- وقصروا فليتأكدوا أننا سنكون حاضرين بقوة لتوجيههم وانتقادهم عند الضرورة.