انفجر خط التغذية رقم (3) احد الخطوط الرئيسية لنقل المياه لمدينة الرياض، لتتحول بعدها أحياء عديدة من مدينة الرياض إلى أحياء عطش, عادت إلى ماضي عهدها القديم السقيا بالصهاريج (الوايتات) مما اضطر أمير منطقة الرياض تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز إلى اتخاذ إجراءات سريعة لإصلاح خط التغذية الذي أصبح شلالا متدفقا يدفع بالمياه عاليا ليغرق ما حوله, هذه المعالجات السريعة عبر المزيد من صهاريج المياه لا تطمئن المواطن والمقيم بالرياض, كما أن تبريرات وزير المياه والكهرباء المستمرة حيال استبدال الخطوط القديمة بخطوط جديدة أيضاً لا تكفي ,كذلك أن يضع محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة الدكتور عبدالرحمن بن محمد آل ابراهيم يده على قلبه طوال الوقت خوفا من انفجار خطوط الأنابيب أيضا هذا ليس بحل .
إذا عدنا للإجراءات، هل يحل تماما عقد تنفيذ مشروع (9) خطوط الذي أعلن عنه هذا الأسبوع بمبلغ (1,6) مليار ريال لاستبدال ثلاثة خطوط مشكلة نقص المياه من جذورها؟.
الرياض في شأن المياه مقسمة بين ثلاث جهات :وزارة المياه والكهرباء ,مؤسسة تحلية المياه, شركة المياه الوطنية. وهنا يأتي دور أمير الرياض تركي بن عبدالله بإخراج الرياض من دوامة صهاريج نقل المياه العذبة -صالحة للشرب- وصهاريج الصرف الصحي، حيث تحولت المدينة إلى أشبه بمدينة صهاريج، تجوب شوارعها وطرقاتها صباح مساء بصورة تكشف للجميع فشل إدارة المياه, وكأنها مدينة بلا شبكات مياه عذبة ولا صرف الصحي.
صرفت الدولة المليارات التي لا يمكن رصدها من أجل جلب وتحلية المياه خلال نصف قرن ,وأنشأت وزارة ومؤسسة وشركة لإدارة هذا المشروع، لكننا مازلنا نعيش كوارث انقطاع المياه ليس بسبب سوء الاستعمال وهدر السكان له وعدم الترشيد إنما نتيجة العطل المتكرر والانكسارات ونقص أنابيب ضخ المياه التي تصل للمدن الكبيرة وتباعد أيام السقيا المنزلية ونقص مياه الشبكة في بعض الأحياء في الرياض والمدن الرئيسة: مكة المكرمة ,جدة,الدمام ,المدينة المنورة ,الطائف ,الإحساء وغيرها ,كذلك حال الصرف الصحي، مازال يشكل نقصا في الخدمة (الموصلة )للمنازل فمازالت أحياء كبيرة لم تصلها خدمة الصرف الصحي، مما أدى إلى تسرب مياه الصرف إلى الشوارع ,وتسربها لخزانات المنازل, وإلى شبكة الشركة , كما أنها تلوث الطبقات الجوفية الحاملة للمياه ,إضافة إلى تلويثها الآبار السطحية , إضافة إلى تشوه وجه ورائحة مدينة الرياض بصهاريج (الشفط) التي تجوب الشوارع والأحياء ومعها إيذاء لوجه العاصمة الحضاري.
يا أمير مدينة الرياض.. إدارة المياه عبر الوزارة والمؤسسة وشركة المياه لم تنجح في إنقاذ الرياض من حالة العطش التي نعيشها طوال العام, الانقطاع وتباعد أيامه وأيضا الوضع غير الصحي,كذلك فرض الواقع الذي يجعل من صهاريج شفط البيارات واقعا يوميا مريرا يشوه جمالية العاصمة خاصة أن أنظمة السير تسمح لها بالحركة طوال الوقت وفي كل الشوارع ,هذا المظهر وايتات الشفط وصهاريج نقل المياه يدل على فشل إدارة المياه بمدينة الرياض.