موسم كامل سُلطت عليه الأضواء أو بالأحرى هو من سرق الأضواء وسحب البساط من الجميع. تجربه مرت كمرور ألوان الطيف تجربة ومغامرة فريدة من نوعها أشبه بحرب النجوم. تجربة عاشها الهلاليون خاصة والرياضيون عامة، بل وصل مداها إلى أطراف الخليج. تجربة كشفت لنا كل شيء حتى الهلاليون أنفسهم. عشنا تفاصيلها الدقيقة لحظه بلحظه. تجربة سامي نعم لم تحقق نجاحاً باهراً، ولكنها لم تكن فاشلة تخللتها نتائج مدوية حتى وإن لم يحقق الفريق معه بطولة. لكنها تحسب له شخصياً ولا تحسب للهلال بالدرجة الكبيرة، فوصافة الدوري والكأس وثمن النهائي الآسيوي ليست منتهى الطموح بغضّ النظر عن الأسباب والمسببات.
نعم كان بمقدوره أن يواصل ويحقق ما نطمح إليه، خاصةً بعد تعافي الفريق فنياً بآخر الموسم، لكنها تجربة وتوقفت عند أعتاب البطولة الآسيوية السابعة.نعم آلمنا رحيله كرمز وأسطورة قبل أن يكون مدرباً، نعم هذه الحقيقة فالمشاعر مختلطة ما بين عشق أحد صنّاع تاريخ الهلال وما بين الهلال ككيان. بالنهاية كل الأمور تؤدي إلى الهلال ليس بمقدورنا أن نفصل عواطفنا فهي تحتوي الهلال بكل ما فيه. غادر مرفوع الرأس كاسباً لمحبة الجميع مثنياً لمن أتاح له الفرصة وداعماً للفريق حتى في آخر ومضاته، ولأنّ الهلال ذلك المعقل الأزرق الممزوج بالبياض والمدجج بالألقاب لم يعتاد الغياب عن البطولات، بل البطولات هي من تعود له، وهو من يثير الصخب ويصقل النجوم بل حتى المدربين جاء الدور هذه المرة على المحارب الروماني الجديد الذي ربما لا يحتاج لصقل أكثر، ولكنه يتطلع لنجاح أكبر لذا وقع عليه الاختيار، فالوقت لا ينتظر تلك التجربة المكوكية المحفوفة بالمخاطر والحرب عليها من كل اتجاه فكان الوداع. ولن نخوض في كل فكرة من شأنها أن تشق الصفوف الزرقاء وتعرقل الفريق. أمامنا موسم واستحقاقات مهمة والهلاليون اعتادوا على الذهب كل موسم. هم أول من يفرح بالبطولات لا يعرفون الانكسارات ولا يجيدون جلد الذات ولا تثنيهم العثرات ولا تطيل بهم الكبوات ولم يتجرعوا الإخفاقات مختلفون عن البقية، فالطموحات لا تتوقف والإرث كبير والنجوم تتجدد والألقاب تتعدد. لذلك لن يتوقف الهلال عند رحيل كائنٍ من كان. نعلم أنّ ورقة سامي ستدور بالأفق طوال الصيف إلى قبيل المواجهات الآسيوية الحاسمة مستخدمينها أولئك من أجل تفرقة وزعزعة الكيان، لكن تلك الزوبعة وتلك الدسائس لم تعد مجدية. نحن قلباً وقالباً مع الفريق وتشبثنا به يزداد يوماً بعد يوم نعم كانت نسبة المؤيدين لبقاء سامي تفوّق التسعين بالمائة، لكن ما إن قدم ريجي وإذ بالزعماء يرحبون به، هنا تكمن محبة الكيان والوفاء له تحت أي ظرف وأي اسم .