لا شك أن الهلاليين إدارة وجماهيرا ومحبين على رأسهم المدرب الجديد لفريقهم (ريجيكامب) أسعدهم المشهد المهيب والحاشد عند استقبال المدرب في المطار، لكن الغيورين على صورة ومظهر السعودية في الداخل والخارج هلاليون وغيرهم ساءهم المشهد تماماً واستهجنوه وآلمهم شكل المسيرات العشوائية وغير المتحضرة التي قادتها بعض الجماهير حتى وإن كانت عفوية ونابعة من طيبة وحب للنادي وفرح بالمدرب الجديد، والأمر لم يكن جديداً على المطار حتى تتذرع بعض الشخصيات الرياضية على رأسها مدير المركز الإعلامي الهلالي بحدوثه بشكل مفاجئ لم يسعف موظفي المطار بالاستعداد له!! فقد سبقته ضربتان في رأس الرياضة السعودية، الأولى كانت عند استقبال (ميسي)!! مما قدمنا حينها كوجبة دسمة لوسائل الإعلام والصحف ووكالات الأنباء العالمية!! وهناك من وظفه كمقطع (فكاهي) تم التسلي به فترة من الزمن!! وعندما انتهت تلك الفترة وبدأنا نتخلص من تبعات الموقف وخجلنا مما حصل، تأتي الضربة الثانية عندما استقبلت جماهير النصر مدربها الجديد (كانيدا) في المطار وكان استقبالاً عشوائياً خارجاً عن النظام والتحضر تعالت فيه الأصوات والمسيرات وكأننا في ملعب كرة قدم وليس في مطار!! وبعدها بقليل تأتي الضربة الثالثة والتي أوجعت رؤوسنا جميعاً وكما يقال (ثلاث ضربات في الرأس توجع) وهذه الضربة كانت «موجعة» بحق فقد حدث فيها عشوائية وفوضى وغوغائية أكثر من سابقاتها بداية باندفاع الجماهير على المدرب ومطاردته مروراً بالشرطي الذي أحاط بمعصم المدرب وجرى به والمدرب في ذهول!! فهو يرى الجماهير ترحب به وتردد اسمه ولكن شرطياً في المقابل يمسك به ويركض به إلى حيث لا يعلم!! وانتهاءً بالسيارة المتواضعة التي أقلته من المطار، وفي الحادثة الأخيرة هناك من يلقي باللائمة على إدارة الهلال ومنسقيها وعلاقاتها العامة، وهذا صحيح بلا شك ولكن المطار نفسه وهو مطار دولي يستقبل فيه رؤساء دول ووزراء وشخصيات مهمة على مستوى العالم، كيف يعجز عن تنظيم استقبال لاعب أو مدرب!! وكيف نقبل ووفق أي منطق أن يكون هبوط أي مدرب أو لاعب على مدرج المطار حدث بشكل مفاجئ وكل الرحلات مجدولة، وحتى الجماهير التي هي خارج المدينة أو حتى الدولة تعرف موعد الوصول!! والأغرب من هذا أن لدينا كفاءات وطنية نجحت في تنظيم العديد من البطولات الآسيوية والعربية والإقليمية وحتى العالمية بكل ما فيها من تجهيزات وترتيبات ومشقات وبروتكولات معقدة، ونأتي اليوم لنعجز عن تنظيم استقبال فرد!! ليس الهدف من هذا الكلام البحث عن السلبيات وإبرازها فالقصور يحدث في كل القطاعات وفي كل مكان في العالم، لكن هناك أشياء لا يمكن قبولها أو التغاضي عنها خصوصاً عندما تكون أشياء بسيطة، وهدفنا هنا المحافظة على صورتنا زاهية جميلة في الداخل والخارج، ونحن الآن في عصر الانفتاح ووسائل الإعلام والتواصل المباشرة والسريعة، وما من شاردة ولا واردة إلا وتحملها تلك الوسائل إلى أبعد نقطة على البسيطة، وربما يشاهدها آخر إنسان في العالم قبل حتى أن تشاهدها أنت، ومقطع استقبال المدرب الهلالي هو الأعلى مشاهدة على مستوى العالم في اليوتيوب.