تواصل «الجزيرة» رصد الحملة التي قادها أئمة وخطباء منطقة الحدود الشمالية على المخدرات ، وفي هذه الحلقة تناول الأئمة والخطباء أضرار المخدرات على الفرد والأسرة والمجتمع ، وصحة المواطن واستقرار وتماسك الأسرة ، وكشفوا عن قصص ومآس لأسر ابتلي أحد أفرادها بداء المخدرات. وكيف تفككت وانحرف الأبناء.
الخطر الجسيم
يؤكد الشيخ عواد بن سبتي العنزي إمام جامع عبدالله بن عمر بالعزيزية بعرعر أن من أعظم الكوارث والدواهي والمصائب التي بليت بها الأمة المخدرات التي كلما غفل الناس عنها انتشرت بينهم ونحن في علاجها مقصرون والدليل ازدياد نسب المتعاطين لها ورواجها بين الشباب وكثرة قوائم الانتظار في مستشفيات الأمل والتقارير التي تثبت وجودها بين الشباب خاصة، ناهيك عن مضبوطات وزارة الداخلية التي تعلن وفيها أرقام مخيفة وإذا نظرت للواقع وجدت شبابا في أعمار الزهور هذا يرتعش وهذا لايسيطر على حركة فكيه وهذا موسوس وهذا يشك في زوجته وأهله، وآخر كثير السرحان لايخالط أحداً وآخر ترك عمله وانطوى على نفسه لأن المادة المخدرة تسيطر على الدماغ، ولذلك تنتاب المتعاطي حالة من الهذيان والرعشة والانحطاط العام في الجسم واضطراب ساعات النوم وظهور الحزن والكآبة وقضاء أغلب الأوقات خارج المنزل او منعزلا، مع سرعة الغضب والهيجان واهماله لنفسه ونظافته مع الالحاح في طلب المال بكثرة مع ملاحظة الجفاف الدائم للفم وطلب الماء مع اضطراب الشخصية والهروب عن المجتمع، ناهيك عن الامراض التي تنال الجهاز العصبي والأوعية الدموية ومناعة الجسم ولاتغفل أيها المستمع الكريم عن جرائم القتل الغريبة التي تطال الزوجة والاولاد وينحر فيها فلذة الكبد نحرا فإن المخدرات تشكل حجر الزاوية فيها.
والشاهد حاضر أمام الأعين لمن أراد الحقيقة في معرفة أضرار المخدرات سواء الصحية أو الاجتماعية أو النفسية ناهيك عن الأخلاقية منها التي وصلت في بعض الحالات إلى انتهاك الأعراض أو تسليمها مقابل جرعة مخدرة أو حبة منشطة، أما ضررها على الدين فإن المخدرات من أعظم المحرمات فتكاً، فإنها تصد عن ذكر الله وعن الصلاة، وهي من المفترات المحرمة ولايشك عاقل في تحريمها وتجريمها لأن فيها تضييعا للضروريات الخمس التي اتفقت الشرائع على حفظها الدين والعقل والعرض والمال والنفس، وكلها تقضي المخدرات عليها وتنتهك حرمتها والله يقول (ولاتقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) (ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة) وأي تهلكة أعظم من المخدرات التي يصبح صاحبها عالة على أهله ومجتمعه ودولته عضوا فاسداً يحذر ويحارب خطره بدل أن يكون عضوا صالحا نافعا لأهله ومجتمعه.
علاج المشكلة
ويقول العنزي: لايشك عاقل في ضرر المخدرات وخطرها وحرمتها، بل حتى الكفار يجرمونها ويحاربونها لأنها لاتبقى على دين أو دنيا ولذا عظمت المسؤولية في محاربتها على الجميع فأنها أمانة في الأعناق كل بحسبه مع السعي الحثيث في حماية المجتمع من هذا البلاء ومن العلاج الذي نشترك فيه جميعا:
أولاً: إدراك حجم المشكلة وعظيم الخطر المحدق بأبنائنا ودولتنا التي تستهدف في شبابها بهذه المخدرات والحقائق المعلنة للمضبوطات الخارجية تغني عن كثير من الكلام.
ثانياً: شدة النكير على هذه الآفة الخطيرة بالحقائق والوقائع والأرقام ونشر ذلك.
ثالثاً: متابعة الأبناء والحرص على توجيههم وفتح باب الحوار والنقاش والاستماع لهم لأن الغلظة والشدة قد لاتجدي في هذا الباب.
رابعاً: الاعتراف بالخطأ والمبادرة بالعلاج وعدم المكابرة لأن بعض الأولياء يستبعد ذلك على أبنائه ويدافع عنهم وقد يكونون تورطوا أو غرر بهم فلابد من الوقوف مع الحقيقة حتى يتم العلاج.
خامساً: تفعيل الآباء لدور المدرسة بمتابعة الأبناء والسؤال عنهم وخلق شراكة حقيقية مع المدرسة والترحيب بكل ملاحظة لأن المدرسة محضن يظهر فيه الطالب ما لا يظهره في بيته خاصة مع زملائه.
سادساً: المشاركة في اختيار الأصدقاء وتوجيه الأبناء إلى الصديق الذي ينفعهم فإن الصاحب ساحب والقرين بالقرين يقتدي.
سابعاً: حجب مصادر الشر ممن يزين المنكر سواء كانوا أفراداً أو أجهزة أو قنوات أو وسائل تواصل ونحوها وتوجيه الأبناء إلى النافع منها لأن هذه المواقع يوجد فيها دعاة للمخدرات ومواقع تزينه في نفوس الناشئة بنشر مقاطع تعتبر المخدرات شجاعة ورجولة أو سعادة أو خروجاً من موقف أو علاجاً لمشكلة أو مساعدة على الفهم والتحصيل، ومن ذلك كثرة نشر النكت والضحك على المحششين وأخبار المدمنين فإنها من نشر الباطل وتقريب أفعالهم المشينة للناس مع ما تحتويه من منكرات.
ثامناً: ترسيخ قيم الفضيلة والخير ومحاربة الشر وربط ذلك بخاتمة أهل المخدرات ومصارعهم السيئة وقلقهم الدائم وعدم استقرار حالهم وتشتت أسرهم وضياعها.
تاسعاً: عدم الإسراف في الدلال وكثرة إنفاق المال فإن وفرة المال في يد الشاب قد توقعه في أمور لا تحمد عقباها وقد يستغل من أصحابه بما يأتي بالنتائج العكسية المؤلمة.
عاشراً: إشغال الوقت بالنافع المفيد للأبناء مع الحرص والمتابعة لاسيما أوقات الإجازات أو الامتحانات ومحاولة التوجيه والتسديد وابعادهم عن أماكن التجمعات المشبوهة كالمقاهي التي يرتادها الشباب لمتابعة المباريات ثم يتعاطون الشيشة والدخان وهما بوابة المخدرات عند الشباب.
أكبر المشكلات
ويشير عواد سبتي إلى أن المخدرات تعد حاليا من أكبر المشكلات التي تعانيها دول العالم وتسعى لمحاربتها لما لها من أضرار صحية واجتماعية واقتصادية وأخلاقية وأمنية ولذلك خطرها عظيم ومن المهم متابعة ما يصدر من الجهات المختصة كوزارة الصحة أو مكافحة المخدرات في تصنيف هذه المخدرات أو ما يستجد منها واطلاع الناشئة على أنواعها وأخطارها وأعراض كل نوع منها ومضاعفاته من خلال النشرات التوعوية والمعارض الدورية والمحاضرات واللقاءات ووسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية من خلال برامج ثابتة ومتكررة ولايقتصر على الحملات فقط بل توضع خطة متكاملة تتناسب مع حجم الكارثة لأن هنالك مفاهيم مغلوطة عن المخدرات والحقائق تغيب عن الشباب خاصة في ضرر بعض أنواع المخدرات سواء المنشطة أو المهدئة أو المستنشقة كالصمغ وغيره مع التأكيد على ماسبق من العلاج لابد من التأكيد على حرمة المخدرات ومحاربة الدين لها وتنمية الوازع الايماني في النفوس وزرع الخوف من الله تعالى في القلوب فإنه أعظم سلاح يواجه به كل بلاء، وكذلك الدعاء والالحاح على الله أن يصلح الأولاد والذرية وأن يحميهم من عاديات الفتن وأن يجنب البلاد والعباد شر هذه المخدرات وأن يحفظ بلاد التوحيد والسنة مما يكاد لها ويستهدف به شبابها في عقيدتهم وفكرهم وصحتهم وخلقهم وأمنهم.
أحابيل الشر
ويشير الشيخ نايف بن دخيل العنزي إمام جامع الأمير عبدالعزيز بن مساعد: أعداء الإسلام قاموا بزج كميات مخيفة من جميع أصناف المخدرات، إلى بلاد المسلمين حسداً من عند أنفسهم، يريدون للأمة المسلمة أن تتورط بهذه السموم، فلا تخرجُ منها إلا بعد لأي وشدائد، وتعب مضن، وتوبة صادقة. ولا أدل على ذلك من تلك الكميات الهائلة التي غزت بلادنا من كل جانب من الشرق ومن الغرب ومن الجنوب ومن الشمال فلا تكاد تُحصى عددا لولا رحمة الله بهذا البلدِ الكريمِ المعطاء.
وقال: إن أحابيل الشر تغزل في الجهر والخفاء خططا لاستهداف الأمة في أعز ما تملك، تستهدف الأمةَ في شبابها، في مستقبلها، في أملها وفخرها وقوتها، حربٌ طاحنة تطحن في طاحونتها آلافَ النساء والرجال، وتمزق عشراتِ الأجيال. وحوشٌ كاسرة أنشبت مخالب الموت في عنق مجتمعاتنِا الإسلامية، في حرب شرسة قذرة وُجهت إلى مكرمة الإنسان السليم ألا وهو العقل. نعم، وجهت إلى العقول لتعطلها، وإلى الطاقات لتضعِفها، إن حرب المخدراتِ اشدُ من حروب السلاح فتكا ، إنها دوامةُ الضياعِ والحرمان، ضياع للإيمان، وإغضابٌ للرحمن، وجرائم ومآسي وأهوال، رؤوس الصغار لها تشيب، ومصائبُ ونكباتٌ أذهلت البعيدَ والقريب، وما الاغتصابُ والسرقةُ وقتلُ الوالدين ، وانتهاكُ المحارم ، إلا ثمراتٍ مُرّةً في الغالب نتجت من تلك الشجرةِ الخبيثة، شجرةِ المخدراتِ والإدمان.
لا زالت المجتمعات والأسر والبيوتات تتجرع في كثيرٍ منها مرارةَ تلك الحربِ الشعواء والجريمةِ الشنعاء. أسرٌ يوم أن وقع بعضُ أفرادِها، أو فرد منها في تلك المخدرات ، أصبحت لا تعرف سوى الرعبُ والألمُ والبُكاءُ والسقمُ ؛ تفكك أسري، وتشريد للأطفال، وطردٌ من الوظيفة، فشلٌ دراسي وضياع للمستقبل، اختلالٌ في العقل، واكتئاب وهم، وقلقٌ وغم، صورٌ محزنة، ونهاياتٌ منتنة، وخاتماتٌ سيئة، وفضيحةٌ في الدنيا وتعرضٌ لسخط الجبارِ في الآخرة.
ومن ثمار هذه الجريمة المنكرة ونتاجها المُرَّة الشذوذُ الجنسي وجنونُ الشهوة الذي ربما وصل إلى نكاح المحارم والعياذ بالله. ومن نتاجها الأمراضٌ الفتاكة في شباب الأمة كالايدز وتليف الكبد وغيرها ؛ والنتيجة الكبرى فشلُ تلكَ الأجيالُ ، أجيالُ المخدراتِ في حماية مقدراتهِم ودينهم والقيامِ بأمتهم ، وصدِ العدوان عن أوطانهم.
ألا وإن من أعظم أسبابِ انتشارِ وباء المخدرات والمسكراتِ بلا منازع وأكبرِها بابًا في دخول الواقعين فيها أصدقاءُ السوء. فالعبارةُ المتفقُ عليها بين المتعثرين بهذا الداء: تعرفت على قرناء السوء، وأغراني أصدقاءُ السوء، وقال لي أصدقاء السوء..
ومن أهم الأسباب: إهمالُ الوالدين وسوءُ التربية، ومن أراد الدليل على إهمال بعض الآباء فلينظر إلى الشباب وهم في الشوارع وعلى الأرصفة إلى ساعات متأخرة من الليل، بل أطفالٌ دون الثامنة وهم في الشوارع يذهبون ويجيئون إلى الساعة الواحدة ليلاً، لا حسيبَ ولا رقيب، يتعلم هذا الصغير والمراهق التدخينَ حبًا للتقليد والاستطلاع، ثم سيجارة الحشيش، وهكذا تبدأ البداية ثم النهاية.
وها نحن هذه الأيام نعيش أيام الامتحانات، فهناك من الطلبة من يعمد إلى تعاطي المنبهات أو المخدرات، وذلك لدفع النوم كما يظنون، أو النشاط كما يزعمون، ولكنها البداية النكدةُ لو كانوا يعلمون، فأين الآباء والأمهات عنهم؟!
وانظر إلى شُلل الفساد والخراب التي تنتظر أبناءَك بعد الخروج من الامتحانات، لتصطاده فبداية الأمر دورانٌ في الشوارع وأنسٌ وضحكٌ، ونهايته إدمانٌ وفحشٌ ورذيلة.
أعظم أنواع الإرهاب
ويقول الشيخ سلطان بن صغير العنزي إمام جامع والدة الأمير عبدالله بحي المنصورية بعرعر: المخدرات من أعظم أنواع الإرهاب، التي تهلك الحرث والنسل، وتمسخ الفرد وتسلخه من صفة الإنسانية إلى صفة الحيوانية، بل أشد وأضل سبيلاً، لأن أفعال أصحاب المخدرات، والله إن بعض الحيوانات لاتجرؤ عليها، والمخدرات فساد للدين، وإنهاك للصحة، وإتلاف للمال، وإفساد للممتلكات العامة والخاصة.
وصاحب المخدرات يفعل كل جريمة مهما عظمت، لايرده حرام، ولايرعده عيب ولافضيحة، قد يكفر بالله، قد يعق والديه، قد يقتل أبناءه، قد يزني بمحارمه والعياذ بالله، لأنه أشد من المجنون، ولاعقل معه، وتحت تأثير أم الخبائث. قال صلى الله عليه وسلم:» الخَمْرُ أُمُّ الخَبائِثِ فَمَنْ شَرِبَها لَمْ تُقْبَلْ صَلاتُهُ أرْبَعِينَ يَوْماً فإنْ ماتَ وَهِيَ فِي بَطْنِهِ ماتَ مِيتَةً جاهِلِيَّةً».
والمخدرات جالبة للمخازي، مشوهة للسمعة، مسقطة للعدالة؛ وبعدما انتشرت المخدرات صرنا نسمع بوقائع يشيب لها مفرق الولدان، وما بين فينة وأخرى: نسمع ولداً يضرب أباه، وآخر يشتم أمه، وثالث يقتل أخاه، وهلم جرا من الجرائم العظيمة.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: (الإنسان - والعياذ بالله - إذا سَكِرَ فقد وعيه، فقد يقتل نفسه، وقد يقتل ابنه، وقد يقتل أمه، وقد يزني ببنته - والعياذ بالله ـ، وكم من قضايا نسمع عنها، أن الرجل إذا سَكِرَ قرع بابه، وطلب من زوجته أن تمكنه من ابنته، وهذا شيء واقع.
وقال الشيخ أيضاً: وقد نشر في إحدى الصحف... أن شاباً دخل على أمه في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، وقال لها: إنه يريد أن يفعل بها، فنهته، ووبخته، فذهب وأتى بالسكين، وقال: إن لم تمكنيني فسأقتل نفسي، فأدركها حنان الأم ورحمتها، فمكنته من نفسها، فزنا بأمه، فلما أتى الصباح كأنه أحس أنه فعل هذه الجريمة العظيمة مع أمه، فدخل الحمام ومعه بنزين فصبه على نفسه، ثم أحرق نفسه والعياذ بالله).
وفي إحدى المدن ذكرت امرأة أن زوجها مدمن للمخدرات، ودائماً ما يدخل عليه في الليل بشر دُخلة، فيضرب ويكسر ويدمر، تقول: إنه دخل ذات مرة وقد أنهكه السهر، وكان تحت تأثيرٍ شديد من المخدر، فلما دخل استقبلته ابنته الصغيرة وعمرها في السنة الثالثة أو نحوها، استقبلته ابنته كما تستقبل بقية البنات آباءهن بعد طول غياب، بفرحة وبهجة وسرور، فما كان من هذا الأب المجرم إلا أن رفسها على بطنها برجله، سقطت البنت مفجوعة بحالة من الهلع، وصرخت باكية، أتبكي من ألم الضربة أم من هول الصدمة، أخذتها أمها واحتضنتها وهي تبكي، فدخل المجرم غرفته لينام، لكنه انزعج من بكاء الطفلة، فصرخ قائلاً لأمها: أسكتيها وإلا قطعت رأسها، حاولت الأم إسكات ابنتها لكنها لم تستطع، فقام الأب المجرم المنسلخ من كل معاني الإنسانية، وجذب البنت برأسها من حضن أمها، والأم تصرخ وترجوه وتتوسل إليه أن يتركها، فما كان منه إلا أن ضرب الأم حتى سقطت على الأرض، وأخذ يجر ابنته برأسها إلى المطبخ، خرجت الأم مسرعة تستنجد بجيرانها، ولكن هذا المجرم قد سحب البنت وأخرج السكين، ثم وضعها على جنبها، وذبحها كما تذبح الذبيحة، وألقى برأسها، ولا حول ولا قوة إلا بالله، جاء الناس بعد ذلك، وإذا الفأس قد وقع في الرأس. نعوذ بالله من حال أهل الزيغ والفساد.
ومن جرائمهم أنه أوقعوا رجلاً فقيراً فيها حتى بلغ الغاية في الإدمان، فلما طلب منهم بعد مدة شيئاً من المخدرات، رفضوا إلا بمقابل، أتدرون ما ذلك المقابل؟ إنه والعياذ بالله عرض زوجته أو ابنته، وتحت تأثير أم الخبائث أجابهم وخضع وقدم عرضه رخيصاً لأولئك الأشرار، ثم لاتسل عن مأساة تلك المسكينة بعدها.
بل والله إن بعض أصحاب المخدرات قد أوقع زوجته فيها وهي لاتشعر، ولكم أن تسألوا هل للمخدرات رواج بين النساء أم لا؟ تجيبكم الإحصائيات والسجون عن ذلك.
علاج المدمنين
ويقول الشيخ أحمد بن سالم العنـزي إمام جامع الملك خالد بعرعر: إن المخدرات أشد من الخمر، وكلاهما ضر وشر، فالمخدرات من الآفات الخطيرة التي تهدد المجتمع الإنساني بالفناء والدمار، وتقضي على الشباب، فخطرها لا يقل عن خطر الأمراض الوبائية التي تفتك بالأمم والشعوب، فانتبهوا - رحمكم الله تعالى - لهذا الخطر العظيم، والوباء الفتاك، ولاحظوا أولادكم عن الوقوع في هذا الخطر الكبير، ووجهوهم الوجهة الرشيدة الطيبة، وأرشدوهم إلى الطريق المستقيم، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته».
وتمسكوا -رحمكم الله تعالى- بما أمركم الله تعالى به وأمركم به نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك محاربة الخمر والمخدرات بكل ما تستطيعون، فإنها قاتلة للروح المعنوية، قاتلة للفضائل والأخلاق الإسلامية، فشرها ظاهر محسوس على الفرد والمجتمع والأمة؛ لأنها من عمل الشيطان؛ ليوقع بها المؤمنين في العداوة والبغضاء، ويصدهم عن ذكر الله تعالى وعن الصلاة التي هي عمود الدين.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: من الآية2].
وأضاف أن من ابتلي بالخمر ومن ابتلي بالمخدرات أو بالمفترات فليَتُبْ إلى الله -تبارك وتعالى-؛ فإن الله -عز وجل- يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، وقد أمر الله -عز وجل- بالتوبة فقال:( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور: 31].