أنا المنسيّ يا قلبي

فلا أشياء تذكرني لتحفظني

ولا أشلاء تعرفني لتذكرني

ولا دنيايَ ترغبني فأحياها

ولا موت يجاوبني فيأخذني

ولا نيران تحرقني

ولا أشخاص تذكرني إذا أمضي إلى حتفي

وأمسي كنت أدعوهم ليأتونَ

يرون الدرب أمشيه إلى قبري

أكون هناك في قبري

بلا ذكرى تحافظني وترسمني

على الجدرانِ لتُخلدني

وخذ وصفا يشابهني،

كناية خلقتي في الكونِ..

خذ وصفا

أنا مثل سراب في طريق العابرين

قد نسوا ماء، لقد ظمأوا.. ولا ماء بحوزتهمْ

رأوني من بعيد ثم جاؤوني.. وقد فرحوا !

ولو قلتُ لهم أمرا: تعالوا ساجدين... أتوا

ولكن حينما غبت.. وحين صادفوا ماء

نسوني.. ثم غضوا القلب عن ذكري

وهذا قتلهم نحوي، بلا سيف

ولكن جاوزوني وما بهم شخص تذكرني

ومرت بعدما رحلوا سنينَ

ا نسوا التيهَ،

ومظمأهم، ومشربهم..

ولكن قد نسوني أنا..

سرابا كنت أعطيهم آمالا لكي يحيَوا

ولكن لم أكن ذِكْرا

نسوني.. كنت أبني لهم ضياء

يحمل الأملَ في السرّ

مضوا ما عاودوا ذكري

ويا قلبي

ولا منهم فتىً قد عاد في أثري

ولم يمشي لينظرني

ويسألني عن الأحوالِ،

لم يمشِ فتىً منهم على دربي.

- سلمان الشثري