عن منشورات ضفاف صدر كتاب (مدار الكتابة) المدينة المنورة دراسات ومقاربات تأليف أ. محمد بن إبراهيم الدبيسي وجاء في مقدمة الكتاب.. ما المشترك الذي يجمع بين دراسات ومقاربات حول الشعر والسيرة الذاتية والرحلة والتعليم والموسيقى والأحواش والتاريخ.
وبحجم المسافة بين هذه الموضوعات والفنون كان ثمة مشترك يمثل المدار الذي تشكلت في فلكه وفضاءاته هذه الدراسات والمقاربات وهو: المدينة المنورة فمن تجليات كونها مكاناً مؤثراً في تجربة شعراء من حقب مختلفة وظروف ومشاهد ثقافية واجتماعية متنوعة عبرت نصوصهم من خلالها عن مظاهر المكان وتجلياته في الشعر وفق تصورات متعددة ورؤى ومؤثرات شتى.
إلى كونها -المدينة المنورة- مشهداً خفياً بالسيرة والرحلة تشكلت الأولى في باحاتها وعرصاته ومعاهدها فأرخت للإنسان والمكان وسجلت مباهجها وأحزانهما ومراحلهما وتحولاتهما.
ويقول المؤلف: تسعى هذه المقاربة النقدية إلى استجلاء أثر المكان المدينة المنورة في التجربة الشعرية لبعض شعراء المدينة المنورة في الحقبة من منتصف القرن الثاني عشر الهجري إلى القرن الحالي (الخامس عشر)، وهي الحقبة التاريخية المتصلة بحكم امتدادها الزمني ووحدة المنظومة الاجتماعية والثقافية في هذا المكان وانتماء الشعراء إليه الأمر الذي يبرز العلاقة العضوية بين التجربة الشعرية والمكان، نظراً لتأثر وارتباط التعبير الأدبي ببيئته الاجتماعية والثقافية وأحوالها وقيمتها المختلفة.
كما تروم الوقوف على انعكاسات المكان على الخطاب الشعري وأثر الواقع الثقافي والأدبي في هذا الخطاب عبر مراحل تاريخية جاوزت ثلاثة قرون، شهدت عهوداً سياسية متعددة فكان استثمار المكان فيها متأثراً بالواقع السياسي وظروفه.