المخزون اللغوي والتمكّن من علم البيان والمعاني كل منها مُجَسِّد أنيق للغة بوح راقية تتمثّل في ثنايا مثل هذا النص المؤثر:
تنادي وحدتي القمراء تعالي هالظلام أحتال
سرق ظلِّي وظلِّي خانني واقدم على خوفي
يبعثرني شعوري إنِّي وحيده والحدود أميال
كسيرة رجل بالمعنى وكسري صدق في جوفي
رماني حزني بـ غبٍّ عميق وكان لي منزال
مراكي جلسةٍ كانت تزيّنها لي حروفي
تهدّم بي شعوري هدمة الوالي لطور جبال
تكدّس بي حصا همِّي وريعي قدّر ظروفي
من الضيقه لصوت أمي تناديني على استعجال
تعالي جنّتي تطلبك في روض الحشا طوفي
تعالي واحضني صدري وعيشي عيشة السلسال
قريبه للفؤاد وتلمسك حنيّة كفوفي
صحيت وصوت أمي كان حلم وصحوتي زلزال
كأنّي وسط جيش وزلّت أقدامي عن صفوفي
هرعت أبحث عن التأويل بـ استعجال علّ وصال
يكون من القدر لـ أقرب دفا ويبدّد طيوفي
يرجعني الحلم لأيام كانت بـ أجمل الاطلال
ويمسح دمعتي ويرتّب أوراقي على رفوفي
رجعت أطرد سكون الليل واشباحه لها أشكال
وكأن الليل ساكن ما به الا صوت لـ خفوقي
يا وحشة خاطرٍ جردا عليك من السنين اسبال
أخيط من الوجع والشوق لـ أيامك رداء صوفي
تنادي وحدتي القمرى تعالي هالظلام احتال
سرق ظلّي وظلّي خانني واقدم علي خوفي