الشاعر والإعلامي علي الضوي أحد أبرز الأسماء التي تحظى بمحبة وتقدير الجميع المتبادلة في الساحة الشعبية لقاء ما أضافه للساحة الشعبية من شعر وفكر طيلة حضوره التراكمي الراقي المتنوّع، وقد أصدر ديوانه الأنيق الثري بمحتواه واختار له اسما يُوثِّق محاكاة صمت عميق ناطقة في التجلي .. أبعد ما تكون عن مسميات الدواوين النمطية التي سئمها رفيعو الذائقة وهو (نوايا الغيم) يقع في 196 صفحة جاء في مقدمته: (إهداء لصديق الجميع جاك دروسي) تشكّلت قصائد الديوان بألوان طيف مداد تميّز شاعرها المعروف سواء النبطي منها أو التفعيلة، كانت القصيدة الأولى ابتهالية على الصفحة رقم 9 جاء في مطلعها:
اركض ورى الدنيا وانا كلّي ذنوب
واشكي هوى نفسي ويكثر خطاها
ثوب دنس يا رب محتاج لي ثوب
أطهر بياض من السحابه وماها
وكان لتضمين تجربته المتبلورة تماماً في الحياة انعكاسه المباشر على نصه الشعري من ذلك قوله في قصيدته (أحزان المواعيد) على الصفحة رقم 11:
احتار وأمشي يوم وأتعثّر سنين
تغيّر دروب التعب ما تغيّرت
ومن كثر عثراتي بناسٍ قريبين
شفني وأنا واقف لحالي تعثّرت!
ولأنه راق وأصيل في تكوينه وتعامله فإنه يأنف أن تكون نفسه الأبيّة في غير موضعها عند من يستحقون التقدير من نخبة الرجال وكل صاحب همّةٍ رفيع، أما التافه الوضيع فإنه خارج حسابات شاعرنا وتوثيق ذلك مطلع قصيدته (لو ينكسر غصن) على الصفحة رقم 17:
ما اضيق ما يجرح احساسي ويشقيني
إلا من الطيّب ليا طحت من عينه
والاّ انت يا للِّي على زلّه تعاديني
أبشّرك ما شغل قلبي معادينه
ولشاعرنا نظرته الثاقبة وبصيرته المتقدة في رؤية الأمور من زواياها كما ينبغي وهنا - يُفعِّل - تمحيصه إزاء كل متلوِّن مبالغ يظهر ما لا يبطن بحيث يُجسِّد شاعرنا محتوى أمثال مثل هذه - العيّنة - من الناس في كل زمان ومكان، يقول في قصيدة (حفاوة) على الصفحة رقم 29:
من يحتفي بك فوق حقك مزايا
لا تفرح ولا تعتبرها حفاوه
لو خاصمك زادك عيوب وخطايا
هذا ليا خاصم قلبَها عداوه!