سعادة الأستاذ خالد بن حمد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نشرت جريدة الجزيرة موضوعاً بعنوان (خالد الفيصل: العربية تشكرك..!!) كتبت هذا الموضوع الدكتورة خيرية بنت إبراهيم السقاف بزاويتها لما هو آت بالعدد رقم 15220 في تاريخ 2-8-1435هـ 31-5-2014م وملخص الموضوع ومدار التعقيب حول قرار صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل في شأن القرار الخاص بتوجيه المعلمين والمعلمات بقصر حديثهم بالفصول الدراسية باللغة العربية ومع شكري وتقديري لهذا القرار إلا أن الحقيقة تقول إن اللغة العربية تستغيث بخالد الفيصل وزير التربية والتعليم وتشكو إليه تهميشها بالمناهج الدراسية الحديثة بالتعليم العام؛ لأنها جعلت من المواد التي يجري عليها التقويم في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة مع دمج القراءة والإملاء والنصوص والقواعد والإنشاء في منهج واحد وصيغ هذا المنهج بموضوعات في غاية الاختصار عن النحو والإملاء والنصوص مع أن اللغة العربية بأقسامها المختلفة تحتاج إلى شرح وقواعد نحوية وإعراب وموضوعات إملائية مستقلة وبالجملة منهج اللغة العربية في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة يحتاج إلى منهج جديد طبقا لمنهج المرحلتين الابتدائية والمتوسطة القديم ومن وجهة نظري أن هذا التطوير صار يشبه التدمير للغة العربية، ولا تظهر نتائج هذا المنهج السلبي إلا على طلاب وطالبات المرحلتين الابتدائية والمتوسطة في المستقبل المنظور وأخشى أن تكون من نتائج هذا المنهج أن يجهل طلابنا وطالباتنا الفاعل والمفعول والجار والمجرور والمبتدأ والخبر والأفعال الناسخة والحروف الناسخة والأفعال التي تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر والأفعال التي تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر وأفعال الشروع وأفعال المقاربة وعمل كان وأخواتها على الجملة الاسمية وعمل إن وأخواتها على الجملة الاسمية إلى آخر القائمة من موضوعات النحو فإذا جئنا إلى موضوعات الصرف عن الأسماء الموزونة والمسموعة وصيغ المبالغة إلى آخره فإذا لم يشرح ما ذكرته آنفا وتكتب الأمثلة والتدريبات الإيضاحية فهل علمنا أبناءنا وبناتنا شيئاً من اللغة العربية الضرورية؟
إنني أدعو من خلال منبر جريدة الجزيرة إلى الحفاظ على اللغة العربية والعودة إلى المناهج القديمة في مقررات اللغة العربية؛ لأن تلك المناهج أكثر شرحاً وإيضاحاً من منهج اللغة العربية المدموج الحالي، ولا شك أن ما أدعو إليه يحتاج إلى جهد مادي وبشري وكلا الجهدين موجودين عندنا فما علينا إلا أن نحقق المنهج الذي يحافظ على لغتنا العربية وعلى قواعدها بالقدر الذي يناسب كل مرحلة.
إن أهمية اللغة العربية واضحة لكل مسلم وكل عربي؛ لأنها لغة القرآن الكريم ولغة الحديث الشريف واللغة الأصل في الدين الإسلامي، والحفاظ عليها مسؤولية المملكة العربية السعودية ولا سيما وزارة التربية والتعليم؛ فإذا حصل تساهل بلغتنا العربية فيعتبر تساهلاً سيئ النتائج على مستقبل لغتنا العربية وعلى مستقبل نصوص الدين الإسلامي الذي يكتب باللغة العربية الفصحى وخلاصة الموضوع أدعو إلى إعادة النظر في مقرر اللغة العربية في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة وتأليف منهج جديد على ضوء المناهج السابقة والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.