المكرم رئيس تحرير جريدة الجزيرة الموقر..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
طالعت في عددكم الصادر يوم الجمعة 16-5-2014م مقالاً بعنوان (معانقة وتمطيخ)..! كتبه الأستاذ سلمان بن محمد العُمري، وقد شدني الموضوع لأهميته الخاصة في وقت تنتشر فيه الأمراض المعدية الفتاكة، فقبل أعوام قليلة انتشر مرض متلازمة العدوى التنفسية الحادة (السارس)، ثم تلاه مرض إنفلونزا الطيور، ثم إنفلونزا الخنازير، والآن مرض كورونا الشرق الأوسط الجديد وكلها أمراض تتميز بانتشارها السريع وبخطورتها على صحة الإنسان وربما الوفاة، وهي تنتشر بطرق متشابهة وقد ثبتت قدرة فيروس كورونا على الانتقال من إنسان لآخر عن طريق استنشاق الرذاذ التنفيس وعن طريق الأسطح الملوثة، وتلوث الأيدي والمخالطة المباشرة مع سوائل وإفرازات المريض.
وقد نوه الأستاذ سلمان في مقاله إلى خطورة بعض العادات في مثل هذه الظروف مثل المعانقة والتقبيل والاكتفاء بالمصافحة حتى أنه ذهب إلى التدليل بفتوى علماء أحد الأمصار قبل عقود من الزمن بمشروعية ترك المصافحة باليد دفعاً للضرر لأنها قد تكون سبباً في انتشار المرض والوباء.
ويعتبر انتشار المرض بالرذاذ وملامسة المريض، وملامسة الأسطح الملوثة مثل الفراش والأدوات الشخصية ثابت علمياً ولا مجال للشك فيه.. وهناك العديد من الأحاديث النبوية التي تحث على اتقاء المرض والابتعاد عن مصدر العدوى كقوله صلى الله عليه وسلم (فر من المجذوم كما تفر من الأسد) وقوله: (إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها) وقوله: (لا يورد ممرض على مصح) والممرض هو صاحب الإبل المريضة والمصح هو صاحب الإبل الصحيحة وهذا يدل على النهي عن إيراد الإبل المريضة على الصحيحة.
وكل هذه الأحاديث تدل بما لاشك فيه على أن المخالطة قد تكون سبباً للعدوى والمرض، إلا أن الأشياء لا تعدي بطبيعتها إلا بإذن الله وقدرته وهذا هو معنى الحديث والمقصود (لا عدوى ولا طيرة) الحديث الذي يفهمه البعض خطأ بأنه ليس هناك عدوى، فالعدوى لا تحصل إلا بقدرة الله والنار لا تحرق إلا بإذن الله والعبد مأمور باتقاء البلاء والهلاك ومقاربة المريض المجزوم (المعدي) وهذه كلها أسباب للمرض.
وإذا كانت السنة النبوية الشريفة والعلم يحضان على اتقاء المريض المجزوم أو المعدي فكيف بالالتصاق المباشر والمعانقة والتقبيل..؟!.
إنني أشكر أخي الأستاذ سلمان العُمري لطرقه مثل هذه المواضيع المهمة كما تعودنا عليه دائماً وأدعو الناس إلى أخذ الحيطة والحذر وتجنب مثل هذه العادات المزعجة، فالأصل في السلام كما ذكر الأستاذ العُمري هو في المصافحة وما زاد عن ذلك فهو من عادات وطبائع الشعوب وليس من السنة، وأرجو ألا يكون هذا الكلام مصدراً لردود الأفعال والتذمر عند البعض.
وأخيراً فإنني أشكر أيضاً لجريدة (الجزيرة) إسهامها في نشر مثل هذه المواضيع المهمة.