من خلال نظرة بسيطة لحال المجتمع بعين المثقف الواعي المدرك, وبعين العامي الذي يقلب الأمور من باب العادة «وما وجدنا عليه آباءنا» وبعين الساذج المقلد... وبعين الأحمق المتزمت بجهله.
سنفتح باباً أغلق على ضَيْم....
ونتطلع من نافذةٍ فُتحت على صحراء لا تُنْبِت..
شاب واع مدرك لما يريد استطاع أن يحقق الكثير من الإنجاز على الرغم من كل الصعوبات والعراقيل, حتى أصبح «عصاميا» متفردا في زمن تكاسل أهله وتواكلوا..
أوقفه قدره عند نافذة الرغبة, فأراد أن يدخل البيت من بابه ويتقدم لبيت الحمايل.
فهذه فتاة قاربت على الأربعين من عمرها وتقدم لها شاب عربي فقوبل بالرفض والإنكار.
وبقيت رهناً لولد البلد «أمل قد لا يتحقق» أو قد يطول بها زمانها وهي تتحراه فلا تراه سوى هلال لا يكاد يبين.
نعم... قد يكون من المجازفة أخذ «أجنبي» مع التحفظ على هذه الكلمة «لما يترتب عليه من مشاكل حين يقع الطلاق ويوجد أبناء بينهما، أو حتى بدون ذلك.
ولكن بعض الخير خير من عدمه.
وكم نجح الكثير من تلك الارتباطات نجاحاً مبهراً وأسس أسرة مستقرة بل مثالية، وكم فشل من زواج أهل البلد, بل أشدهم قرباً من الأقارب ووصل غباره للمحاكم.
فتاة تجبر على الزواج من ابن عمها وقد حصلت على الدكتوراه وابن العم لا يحمل سوى شهادة الكفاءة..!! أو العكس.
فيعيشان مع بعض جسدين بلا روح، وفكرا متعطلا لا يثمر سوى الخلاف تلو الخلاف والشجار تلو الشجار حتى ينضج الأبناء وما نضجوا في خريف تتساقط فيه أوراقهم قبل أن تزهر.
كل هذا بسبب ألا تتفكك القبيلة وألا يدخل غريب بينهم!
أمراض أسرية لبيوت خلعت أبوابها «وزواج أشبه بالصوري» لا طعم له ولا لون ولا دفء ولا حب.
هل هذا ما نريده للمجتمع، هل نبقي عادات ما أنزل الله بها من سلطان، نحجب بها الشمس عن ديارنا، وأبنائنا ونبقى في صقيع عاطفي ومنفى ذاتي، وغربة في ذات الوطن.
هل ثمة «قبيّلة للأحاسيس» بين من ينتمي ومن لا ينتمي...؟!
الأبواب لا تغلق ولكن...! في أمان الله.