زار وفد من جامعة نايف العربيَّة للعلوم الأمنيَّة أمس الأول صحيفة «الجزيرة» وضم الوفد دبلوماسيين وخبراء أمنيين وأكاديميين وممثلين لأجهزة مكافحة الإرهاب من شتَّى دول العالم، من أهمها وزارة الداخليَّة الهولندية ووزارة الدفاع الجزائرية والمركز التونسي لدراسات الأمن الشامل ورئاسة هيئة الأركان الباكستانية وأكاديمية الاستخبارات بجنوب إفريقيا وشرطة مكافحة الإرهاب بفرنسا ووزارة الداخليَّة الرومانية والشرطة الوطنيَّة بتركيا ومديرية الأمن المدني بالمكسيك ووزارة الأمن القومي بأذربيجان وممثلون لسفارات عدد من الدول.
وتناول اللقاء الذي ضم من «الجزيرة» نائب رئيس التحرير الأستاذ فهد العجلان ومدير التحرير للشؤون المحليَّة الأستاذ منصور الزهراني وتناول عدّة قضايا ذات صلة بمكافحة الإرهاب شملت التعاون الدولي، والتناول الإعلامي للأحداث الإرهابيَّة، وعدد من الأحداث العالميَّة ذات التأثير الكبير على مسيرة مكافحة الإرهاب، مثل أحداث سوريا وتونس وأذربيجان وغيرها.
وقال الأستاذ فهد العجلان: إن الإرهاب أصبح ظاهرة عالميَّة، وإن مكافحتها لا يمكن أن يكتب لها النجاح إلا بتضافر جهود كافة الدول، وأن مثل هذه اللقاءات التي تجمع الخبراء في مجال مكافحة الإرهاب مع وسائل الإعلام ذات أهمية بالغة فيما يتعلّق بتبادل الخبرات وتكامل الجهود التي تبذل لدرء هذا الخطر.
وأضاف العجلان قائلاً: إن ذهنه ينصرف إلى مقولة «لنكسب القلوب والعقول» عندما يدور الحديث عن مكافحة الإرهاب، ذلك لأن مواجهتنا للإرهاب لن تُؤدِّي إلى نتيجة ملموسة إذا ما اعتمدنا الأمن وحده وسيلة لتحقيق هذه الغاية، مؤكِّدًا أهمية التَّوصُّل إلى ذلك بالإقناع ومواجهة التطرف بالفكر.
وأضاف العجلان: الإعلام السعودي يُؤدِّي دورًا مهمًا في مكافحة الإرهاب، وذلك بإلقاء الضوء على بعض الموضوعات الحساسة، مثل الفهم الصحيح لتعاليم الدين الإسلامي وما يحدث من تسميم لعقول الشباب باسم الدين. وضرب مثلاً على دور الإعلام في مكافحة الإرهاب بقوله: إن صحيفة «الجزيرة» لديها عشرة كراسي بحوث في الجامعات السعوديَّة، وتوزع يوميًّا آلاف النسخ من الصحيفة بين الشباب، كما أنها تتناول الكثير من الموضوعات ذات الصلة بمكافحة بالإرهاب على صفحاتها.
بدوره رحب رئيس قسم الشؤون المحليَّة الأستاذ منصور العثمان بالوفد، مشيدًا بجامعة نايف العربيَّة للعلوم الأمنيَّة، مشيرًا إلى أنها تتحرى الدقة الشديدة في اختيار خبرائها وقال العثمان: إن الصحف المحليَّة تتناول القضايا ذات الصلة بالإرهاب باهتمام بالغ، سواء عبر التقارير الصحفية التي تتناول الأعمال الإرهابيَّة أو عبر كتّاب الأعمدة، الذين يؤدون دورًا مهمًا في توجيه الرأي العام للاهتمام بهذه القضايا.
وتحدث المشاركون عن أهمية التعاون الدولي في مجابهة الإرهاب وقالوا: إن مسؤولية الدول الكبيرة في هذا المجال أكبر من مسؤولية الدول الصَّغيرة. وأوضحوا أن مساعدات الدول الكبرى للدول الصغرى يمكن أن تكون في شكل مساعدات ماليَّة أو لوجستية للمؤسسات المنوط بها مكافحة الإرهاب في هذه الدول، التي لا تستطيع بمفردها تحمل الأعباء التي تفرضها وجود معدلات عالية من الجريمة المنظمة في بلادها، وطالب المشاركون الدول المقتدرة اقتصاديًّا مساعدة الدول الأضعف، بالوقوف إلى جانبها حتَّى تتمكن مؤسساتها المدنية من القيام بواجبها تجاه مكافحة الإرهاب، ومن ذلك الإسهام في إعادة التعمير والتَّعليم.
وأجمع المشاركون على أن سياسة المملكة تجاه قضايا الإرهاب، التي اتسمت بالإتزان نسبة لما تتمتع به المملكة من ثقل على المستويين الإقليمي والدولي. مشيدًا في ذات الوقت بدور الإعلام السعودي في مكافحة الإرهاب. وحول كيفية تناول الإعلام الغربي لما يحدث في منطقة الشرق الأوسط من أعمال إرهابية، قال المشاركون: إن أداءه لا يصب في مجرى واحد، إِذْ إن بعض وسائل الإعلام الغربي تتناول أحداث المنطقة بمهنية عالية، كما أن هناك وسائل إعلام متحيّزة، ومثل هذا التوجُّه لا يخدم قضية مكافحة الإرهاب، لأن المبادئ الأساسيَّة للأديان كافة تنبذ الإرهاب.
وفي ختام اللقاء توجه العجلان بالشكر إلى الحضور، كما شكر جامعة نايف العربيَّة للعلوم الأمنيَّة على إسهامها في إنجاح هذه المبادرة التي أتاحت فرص التشاور حول مختلف قضايا الإرهاب مع مثل هذه النخبة المتميزة من الخبراء الذين يبذلون قصارى جهدهم لحماية المجتمعات من شرور الإرهاب.
من جهته قدّم وفد جامعة نايف العربيَّة للعلوم الأمنيَّة شكره لصحيفة «الجزيرة» على هذا اللقاء مشيدين بمهنيتها وطرحها فيما يتعلّق بقضايا الإرهاب ومكافحته. وضم الوفد رفيق شلي، الكاتب العام للمركز التونسي لدراسات الأمن الشامل، وجورج كنغواي، من أكاديمية الاستخبارات بجنوب إفريقيا، وممثل وزارة الأمن القومي بأذربيجان، وجنيد إقبال، من رئاسة هيئة الأركان بباكستان، وممثل شرطة مكافحة الإرهاب في فرنسا، والخبير الأمني بالسفارة الصينية بالرياض، وأكرم كاراتاي، المدير المساعد بالشرطة الوطنيَّة بتركيا، وسيفانو المسؤول الأمني بوزارة الداخليَّة الهولندية، وعدد من المتخصصين بقضايا مكافحة الإرهاب.