وصل الرئيس الأميركي باراك أوباما صباح أمس الثلاثاء إلى وارسو لمحاولة طمأنة حلفائه في أوروبا الشرقية القلقين إزاء موقف موسكو حول أوكرانيا حيث وقعت معارك دامية الاثنين بين انفصاليين موالين لروسيا وحرس الحدود. وقام الطيران الأوكراني «بتصفية» عدة إرهابين في منطقة لوغانسك التي شهدت معارك كثيفة الاثنين بحسب الرئيس الأوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف.
من جهته، أعلن وزير الداخلية الأوكراني أن القوات الأوكرانية كثفت أمس الثلاثاء هجماتها على الانفصاليين حول معقل الموالين لروسيا في سلافيانسك شرق البلاد ما تسبب في تبادل كثيف لإطلاق النار. وفي لوغانسك حيث وقعت معارك عنيفة الاثنين أعلن حرس الحدود أن الوضع بقي هادئاً لكن المتمردين ما زالوا يحاصرون مقراتهم ما ينذر بهجوم جديد.
وكتب آرسين افاكوف على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن «هجوماً قوياً يجري حالياً حول سلافيانسك» مؤكداً أن «السكان المسالمين في سلافيانسك وكراماتورسك وكراسني ليمان مدعوون إلى تفادي أي مجازفة والحفاظ على أرواحهم بالبقاء في منازلهم وعدم الاقتراب من المواقع التي يكثر فيها الإرهابيون».
وأوضح الوزير الأوكراني أن «تبادل إطلاق نار عنيف جداً» وقع في سيمينيفكا بعد هجوم شنه الانفصاليون بقاذفات صواريخ على دبابات الجيش الأوكراني، وأكد أن القوات الأوكرانية دمرت حواجز أقامها المتمردون. والهجوم الذي أطلقته كييف منذ أكثر من شهرين أوقع أكثر من مائتي قتيل في صفوف المتمردين والقوات الأوكرانية والسكان المدنيين.
ويشارك أوباما في الذكرى الـ25 للانتخابات الديموقراطية الأولى في بولندا الدولة السابقة ضمن الكتلة السوفياتية. وترتدي هذه الاحتفالات طابعاً خاصاً على خلفية الأزمة الأوكرانية. وسيسعى أوباما خصوصاً إلى طمأنة دول أوروبا الشرقية حول التزام واشنطن الدفاع عن أمنها داخل الحلف الأطلسي. وسيستغل أوباما زيارته إلى وارسو من أجل التشديد على «ضرورة أن تقف الولايات المتحدة وأوروبا جنباً إلى جنب لضمان أمن أوروبا الشرقية وللدفاع عن قيمها الديموقراطية»، بحسب مساعد مستشاره لشؤون الأمن القومي بن رودس.
وسيحضر أيضاً إلى وارسو الرئيسان الفرنسي فرنسوا هولاند والألماني يواخيم غوك بالإضافة إلى العديد من القادة السياسيين من وسط وشرق أوروبا.
ومن المتوقع أيضاً أن يصل في المساء الرئيس الأوكراني المنتخب بيترو بوروشنكو الذي سيقوم بأول زيارة لهإلى الخارج منذ انتخابه في 25 آيار/مايو بتأييد 54% من الأصوات.
من جهة أخرى رفضت مسؤولة أوكرانية كبيرة دعوات رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بمنح المواطنين المنحدرين من أصل مجري في غرب أوكرانيا حكماً ذاتياً مضيفة أن ذلك سيقوض وحدة الجمهورية السوفيتية السابقة.
وأوكرانيا مهددة بالفعل بالانقسام جراء تمرد انفصالي للناطقين بالروسية في شرق البلاد بعد أن أطاحت احتجاجات بالرئيس المدعوم من موسكو فيكتور يانوكوفيتش في فبراير - شباط.
وقالت ناتاليا جاليبارينكو نائبة وزير الخارجية الأوكراني لصحيفة نيبزابادزاج المجرية في مقابلة نشرت اليوم الثلاثاء إن الأقليات العرقية ستعامل بمساواة مع الأوكرانيين في التعليم والوثائق الرسمية في المناطق التي تقطنها «ولكن الحكم الذاتي الثقافي اعتماداً على العرق ليس مطروحاً في جدول الأعمال».